وفاة الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس وشيخ ثورة يناير

محمود المنير

27 أبريل 2021

24

انتقل، مساء أمس الإثنين، إلى رحمة الله تعالى في العاصمة المصرية القاهرة الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية في السويس وشيخ ثورة يناير، عن عمر ناهز 95 عامًاً.

لمحات من البدايات

ولد الشيخ حافظ سلامة في مدينة السويس المصرية 1925.

بدأ تعليمه بكتاب الحي ثم التعليم الابتدائي الأزهري وأخذ في تثقيف نفسه في العلوم الشرعية والثقافة العامة ودرس العديد من العلوم الدينية.

عمل في الأزهر واعظًا، حتى أصبح مستشارًا لشيخ الأزهر لشؤون المعاهد الأزهرية حتى عام 1978م، ثم أحيل إلى التقاعد.

محطات في حياة الشيخ

شارك الشيخ في العديد من الجمعيات الخيرية في السويس، وكان له دور اجتماعي وسياسي ونضالي بارز حيث ساهم في دعم المقاومة والمشاركة في العمليات الفدائية والتعبئة العامة للفدائيين.

يعتبر الشيخ سلامة أول من كوّن فرقة فدائية في السويس، كانت مهمتها الرئيسة مهاجمة قواعد القوات الإنجليزية الرابضة على حدود المدينة، والاستيلاء على كل ما يمكن الحصول عليه من أسلحة وذخائر، ليقوم بعد ذلك بتقديمها دعمًا للفدائيين في فلسطين.

عقب نشوب الحرب العالمية الثانية بين قوات المحور وقوات الحلفاء، أصبحت السويس إحدى مناطق الصراع بين القوتين، وكانت مصر واقعة تحت الاحتلال الإنجليزي آنذاك، مما أدى إلى هجرة أهالي السويس ومنهم عائلة الشيخ حافظ سلامة الذي رفض أن يهاجر معهم وفضل البقاء في السويس وكان عمره آنذاك 19 عاماً، وكان يوفر نفقاته من إدارته لمحل الأقمشة الذي يمتلكه والده وكان يرسل الأموال لعائلته التي هاجرت إلى القاهرة.

شاهد الشيخ حافظ سلامة الحرب الدائرة بين القوتين في بلده، ولم يبتعد عن المعركة بل أدى دوراً كبيراً في عمليات الدفاع المدني لمساعدة الجرحى والمصابين.

قابل حافظ سلامة أحد الحجاج الفلسطينيين في العام 1944م الذين كانوا يمرون من السويس عندما كان يربط بين ميناء السويس والقدس شريط سكك حديدية، كان الحجاج الفلسطينيون يستخدمونه في الذهاب إلى الأراضي المقدسة، وقد طلب من الشيخ حافظ توفير حجارة الولاعات التي تستخدم في صناعة القنابل اليدوية، كما أمده الشيخ أيضاً بالسلاح لمساندة المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، حتى قبض عليه في إحدى المرات وحكم عليه بالسجن 6 أشهر، ولكن تم الإفراج عنه بعد 59 يوماً بوساطة من أحد أمراء العائلة المالكة في مصر.

شهادة الفريق الشاذلي

يصف سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقت الحرب، هذا الدور قائلاً: "إن الشيخ حافظ سلامة رئيس جمعية الهداية الإسلامية، إمام وخطيب مسجد الشهداء، اختارته الأقدار ليؤدي دورًا رئيسا خلال الفترة من 23– 28 أكتوبر 1973 عندما نجحت قوات المقاومة الشعبية بالتعاون مع عناصر من القوات المسلحة في صد هجمات العدو "الإسرائيلي" وإفشال خططه من أجل احتلال المدينة الباسلة".

بعد هذا التاريخ العظيم للشيخ من جهاد ونضال ضد العدو ظل الشيخ حافظ سلامة يمارس دوراً إيجابياً في مجتمعه من الناحية الدعوية والخدمات الاجتماعية وأيضاً السياسية، فقد رفض الشيخ سلامة زيارة السادات للقدس عام 1977 ومعاهدة "كامب ديفيد".

لمحات من الهمة والعطاء

ظل الشيخ حافظ سلامة وهو في تلك السن الكبيرة له عزيمة وهمة غير عادية في العمل الخيري يود أن يلقى الله بها، منها بناء المساجد مثل مسجد النور بالعباسية، ومسجد الرحمن بشبرا الخيمة، والعديد من المساجد في مدينة السويس التابعة لجمعية الهداية، وبناء المدارس الإسلامية بمدينة السويس ومساعدة المحتاجين.

مناضل سياسي

استمر دوره السياسي الواضح في دعمه المادي والمعنوي لشعب فلسطين ولبنان وأفغانستان وغيرها من بلاد المسلمين، وأدى دوراً اجتماعياً مهماً في مجتمعه مثل الحملة الشعبية التي قادها في السويس لرفض إقامة مشروع مصنع «أجريوم» للبتروكيماويات في مدينة السويس وذلك خوفاً من آثاره البيئية الخطيرة.

الشيخ الثائر

وفي ثورة 25 يناير 2011، انضم الشيخ سلامة إلى المعتصمين المطالبين بتنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك عن الحكم في ميدان التحرير، والتف حوله شباب الثورة حيث كان أيقونة من أيقونات الثورة لكبر سنه ورمزيته التاريخية.

وترجل الشيخ

وترجل الشيخ عن فرسه بعد حياة مليئة بالكفاح والنضال العطاء والعمل الخيري، حيث لقي ربه مساء أمس الإثنين عن عمر يناهز 95 عاماً، رحم الله شيخ المجاهدين والمناضلين وألهم ذويه الصبر والسلوان.  

عزاء واجب

وتتقدم "المجتمع" باسم رئيس وأسرة التحرير بصادق المواساة وأحر التعازي لأسرة الشيخ حافظ سلامة ومحبيه، وتسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة، و"إنا لله وإنا إليه راجعون".

الرابط المختصر :

كلمات دلالية

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة