وقت الشاشة في زمن الدراسة.. كيف تضع قواعد منزلية فعَّالة؟

محرر الأسرة

08 سبتمبر 2025

254

تُعد العودة إلى المدارس فترة حرجة تتطلب إعادة تنظيم شاملة لحياة الأسرة، ويبرز تحدي إدارة وقت الشاشة كأحد أبرز القضايا التي تواجه الآباء.

فبعد فترة الصيف التي شهدت مرونة كبيرة في استخدام الأجهزة الإلكترونية، يصبح من الضروري وضع قواعد جديدة لضمان الموازنة بين أوقات الدراسة والترفيه، وإن تحقيق هذا التوازن ليس بالأمر السهل، ويتطلب حوارًا مفتوحًا ووضع قواعد منزلية واضحة يتفق عليها الجميع.

تحديات وقت الشاشة في زمن الدراسة

يُمثّل وقت الشاشة للأطفال والمراهقين مصدرًا للمنافع والتحديات في آن واحد، فمن جهة، يمكن أن تكون الأجهزة الإلكترونية أداة تعليمية قوية ومصدرًا للترفيه الصحي، ومن جهة أخرى، قد يؤدي الاستخدام المفرط إلى:

  • تراجع الأداء الدراسي: يُمكن أن يؤدي قضاء وقت طويل أمام الشاشات إلى تشتيت الانتباه وضعف التركيز؛ ما يؤثر سلبًا على الواجبات المدرسية والاستعداد للاختبارات.
  • مشكلات صحية: قد يتسبب في قلة النشاط البدني، ومشكلات في النوم، والإجهاد البصري.
  • صراعات أسرية: غالبًا ما تكون محاولات الآباء لتقييد وقت الشاشة سببًا رئيساً للخلافات مع الأبناء.
  • الغياب عن الأنشطة الاجتماعية: يمكن أن يؤدي إلى انشغال الأطفال عن ممارسة الأنشطة الاجتماعية والأسرية.

لذا، فإن فهم هذه التحديات الخطوة الأولى نحو وضع حلول فعالة ومستدامة.

خطوات عملية لوضع قواعد وقت الشاشة

يتطلب وضع قواعد منزلية فعالة للتعامل مع وقت الشاشة مقاربة إستراتيجية تشاركية، بعيدًا عن الأوامر الصارمة التي قد تثير المقاومة، إليك خطوات عملية يمكنك اتباعها:

1- الحوار والتفاوض:

بدلاً من فرض القواعد، اجلس مع أطفالك في جلسة عائلية لمناقشة أهمية تنظيم وقت الشاشة.

واشرح لهم الأسباب وراء هذه القواعد (مثل: تحسين التركيز، الحصول على نوم أفضل، قضاء وقت أطول مع العائلة).

واسمح لهم بالمشاركة في وضع القواعد، فذلك يزيد من شعورهم بالمسؤولية والالتزام بها.

2- تحديد أوقات محددة:

ضعوا جدولًا زمنيًا واضحًا يحدد أوقات استخدام الأجهزة الإلكترونية.

ويمكن تحديد وقت للشاشة بعد الانتهاء من الواجبات المدرسية أو في أوقات محددة من المساء.

وحددوا مناطق خالية من الشاشات، مثل غرفة الطعام أو غرف النوم، لمنع استخدامها في الأوقات غير المخصصة.

3- المحتوى قبل الوقت:

التركيز على نوعية المحتوى أهم من كميته، وقم بتشجع أطفالك على استخدام الأجهزة في أنشطة إبداعية وتعليمية، مثل تعلم لغة جديدة، البرمجة، أو مشاهدة الأفلام الوثائقية.

- يُمكن تخصيص وقت للمحتوى المفيد مقابل وقت للمحتوى الترفيهي.

4- التطبيق المرن:

كن مرنًا في تطبيق القواعد، إذا كان هناك مشروع مدرسي يتطلب استخدام الكمبيوتر لوقت أطول، أو إذا كانت هناك مناسبة عائلية لمشاهدة فيلم معًا، فمن الجيد السماح ببعض الاستثناءات.

يجب أن يكون الهدف هو تعليم أطفالك كيفية تنظيم وقتهم بأنفسهم وليس مجرد إطاعة القواعد.

5- كن قدوة حسنة:

أفضل طريقة لتعليم أطفالك هي أن تكون قدوة لهم، وقلل من استخدامك الشخصي للأجهزة أمامهم، خاصة في أوقات الوجبات أو الأنشطة العائلية.

فوائد إدارة وقت الشاشة بشكل فعال

إن وضع قواعد وقت الشاشة ليس هدفًا في حد ذاته، بل وسيلة لتحقيق أهداف أسمى، وهي:

  • تحسين الأداء الأكاديمي: التركيز والانتظام في المذاكرة يؤديان إلى نتائج أفضل.
  • تعزيز العلاقات الأسرية: قضاء وقت ممتع بعيدًا عن الأجهزة يقوي الروابط العائلية.
  • تطوير مهارات جديدة: تشجيع استخدام الأجهزة في أنشطة مفيدة يساعد في اكتساب مهارات القرن الحادي والعشرين.
  • صحة أفضل: تقليل وقت الشاشة يُشجّع على الحركة والنشاط البدني والنوم الجيد.
  • حلول لمشكلات النوم: التقليل من استخدام الأجهزة قبل النوم بساعة على الأقل يُحسّن من جودة النوم.

إن العودة إلى المدارس فرصة لتأسيس عادات جديدة، وإدارة وقت الشاشة بوعي جزء أساسي من هذه العملية، من خلال الحوار، والاتفاق على قواعد واضحة، والقدوة الحسنة؛ يمكنك مساعدة أطفالك على تحقيق التوازن بين حياتهم الرقمية والواقعية؛ ما يضمن لهم عامًا دراسيًا ناجحًا وصحيًا.


تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة