10 أسباب وراء الطلاق.. تجنَّبْها
تتعدد الأسباب النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي تهدد العلاقة الزوجية
بالتفكك والانفصال، وصولاً إلى الطلاق، وربما إلى ساحات القضاء، وتفاقم الخلاف حول
النفقة وحضانة وتربية الأبناء، وتختلف الأسباب من مجتمع إلى آخر، وقد تتنوع
وتتعدد، كل حالة حسب ظروفها، وقد يجتمع أكثر من عامل وراء انهيار الزواج.
السطور القادمة تلخص أبرز وأخطر 10 أسباب وراء تفشي الطلاق، وهي:
أولاً: غياب البعد الديني عن العلاقة الزوجية، وابتعاد الزوجين عن طاعة
الله، وخفوت الجانب الإيماني بينهما، بشكل يجعل المنزل بيئة خصبة للشجار والخلاف،
فضلاً عن عدم الالتزام بسنن النبي صلى الله عليه وسلم عند الغضب، وعدم العفو
والصفح وكظم الغيظ، وغيرها من الصفات الحميدة، التي يعني توافرها، إنقاذ الزواج من
الانهيار السريع.
ثانياً: افتقاد المودة والرحمة بين الزوجين، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ
لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ
مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) (الروم: 21)؛ قال ابن كثير: «المودة هي: المحبة،
والرحمة هي: الرأفة، فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها، أو لرحمة بها بأن يكون
لها منه ولد».
ثالثاً: التقصير المتواصل من أحد الطرفين، أو كليهما في حق الآخر، يقول
النبي صلى الله عليه وسلم: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ
رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ
رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ،
وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤولَةٌ
عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُ، أَلَا
فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» (متفق عليه).
فعندما يشعر أحد الزوجين بأن الطرف الآخر لا يبذل الجهد الكافي لإنجاح
العلاقة، يتولد لديه شعور بالإحباط وعدم التقدير، وفق موقع «سايك سنترال».
رابعاً: عقد المقارنات مع الآخرين، باب خفي لخراب البيوت، وتفكيك الأسرة،
كأن تقول المرأة لزوجها: لماذا لا تفعل مثل فلان؟! أو لماذا لا نشتري كذا وكذا مثل
فلانة؟! أو يقارن الزوج بين زوجته، ونجمات الفن مثلاً، هنا سيشعر بعدم الرضا عن
زوجته، بما يؤدي إلى البغض والنفور منها، ولاحقاً الطلاق.
خامساً: تزايد دور وسائل التواصل في رفع معدلات الطلاق؛ نظراً لانشغال أحد
الطرفين بها عن شريك حياته، فيقضي معظم وقته في متابعة الهاتف و«السوشيال ميديا»،
وبالتالي يقصر في حق زوجه وبيته، وقد يتورط في علاقات غير مشروعة خارج إطار
الزواج.
سادساً: تؤدي الغيرة المفرطة خاصة من الزوجة إلى خلق مناخ من الشك، وقد يصل
الأمر إلى مراقبة الزوج أو الزوجة، وتتبع اتصالاته، وهو ما يزيد من الضغوط النفسية
على الطرف المراقب، فيفقد إحساسه بالثقة، ويضطر إلى الانسحاب من العلاقة، بحسب
موقع «سايكولوجي توداي».
سابعاً: يعد العنف الجسدي من الأسباب المؤدية إلى الطلاق، وقد يتجاوز الزوج
مثلاً في حق زوجته بالضرب المبرح، وتوجيه السباب، وغيره، فبعض الرجال يظن أن
احترامه لزوجته أمام الآخرين، وتقديرها، ينقص من رجولته، فيلجأ إلى إهانتها
وتوبيخها مراراً، ففي الحديث النبوي: «مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ
الآخِرِ فلا يُؤْذِي جارَهُ، واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا، فإنَّهُنَّ
خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ
تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا
بالنِّساءِ خَيْرًا» (رواه البخاري).
ثامناً: الخلافات المالية، والتبذير والإسراف، وتراكم الديون، كل ذلك من
أسباب الطلاق؛ لذا ينصح الخبراء بوضع ميزانية محددة شهرياً، والالتزام بها، وطلب
المشورة المالية عند الحاجة، وعدم إرهاق الزوج بالكماليات وغيره.
تاسعاً: تدخل الأهل لغير حاجة، وإفشاء أسرار الحياة الزوجية، والسماح
للعائلة أو الأصدقاء بالتدخل في معالجة المشكلات دون خبرة؛ ما يفاقم تلك المشكلات،
ويؤججها، والأصوب اختيار وانتقاء ذوي الحكمة والصلاح، يقول الله تعالى: (إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ
بَيْنَهُمَا) (النساء: 35)، قال ابن عباس: هما الحكمان
إذا أرادا الإصلاح وفق الله بينهما، وذلك إذا أمرهما الله سبحانه بتوفيقه فقد صلح
أمرهما وأمر الزوجين، فكل ما كان بعد ذلك فهو خير، والأصل هي النية، فإذا صلحت
صلحت الحال كلها، واستقامت الأفعال وقبلت .
عاشراً: يرفع من معدلات الطلاق، عدم التأهيل المناسب قبل الزواج، وعدم
معرفة واجبات وحقوق كل طرف، والاعتقاد بأن الزواج «شهر عسل» فقط، دون وجود
مسؤوليات ومهام وتحديات، وحقوق للزوج والزوجة، يجب الوفاء بها.