10 أخطار للتعاطف مع المعتدين

حين يقف المجاهد
مدافعاً عن دينه وأرضه التي احتلها العدو، ودمه ينزف وأطفاله يموتون من الجوع أو
تحت رصاص الأعداء، تجد فريقاً من الناس يمدون أيديهم للعدو بالمساعدة والمساندة!
أيُّ قلبٍ هذا الذي يساوي بين الظالم والمظلوم؟! وأيُّ ضميرٍ ذاك الذي يواسي
القاتل وينسى صرخات المقتولين؟!
إنّ التعاطف مع
الظالمين والمحتلين والمعتدين ليس مجرّد موقفٍ عاطفيّ عابر، بل هو انحرافٌ خطيرٌ
عن ميزان العدل، وتزييفٌ لقيم الرحمة التي جاء بها الإسلام، وخيانةٌ صريحة لدماء
الأبرياء وحقوق المستضعفين،
وفيما يأتي بيان
بعض أخطار التعاطف مع المعتدين:
1- الاشتراك في إثم موالاة الظالمين:
قال تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي
الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا
وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ
غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ
وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) (النساء: 140)، فمن جالس المعتدين
والظالمين وتعاطف معهم أو عاونهم، فهو شريك لهم في الإثم، بل هو مثلهم.
2- الوعيد بالنار:
لقد توعد الله تعالى
الذين يركنون إلى الظالمين بالعذاب الشديد في النار، حيث قال الله تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى
الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ
أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) (هود: 113).
3- مخالفة النهي الإلهي عن التعاون على الإثم والعدوان:
أمر الله عز وجل
عباده المؤمنين أن يتعاونوا على البر والتقوى، ونهاهم أن يتعاونوا على الإثم
والعدوان، حيث قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا
عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)
(المائدة: 2)، وإن التعاطف مع المعتدين يعد من أكبر مظاهر التعاون على
الإثم والعدوان، فهو تخاذل عن نصرة الحق، بالإضافة إلى كونه معاونة على نصرة
الباطل، بتسويغ جرائمه والسكوت عليها، بل ومساندتها أحياناً.
4- نزع صفة الإيمان الصادق:
إن المؤمن
الصادق هو الذي لا يخذل أخاه ولا يسلمه لعدوه، ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا
يَحْقِرُهُ».
5- الإعانة على استمرار الطغيان:
حين يجد المعتدي
من يتعاطف معه ويبرر أفعاله؛ فإنه يستمر في ظلمه ويتمادى في القهر والعدوان على
الأبرياء والضعفاء، وهو يظن أنه على صواب، حيث زين له المتعاطفون معه سوء عمله فرآه
حسناً، وهو في الحقيقة في ضلال مبين، قال تعالى: (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا
فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) (فاطر: 8).
6- كثرة الصراعات:
إذا وجد المظلوم
من يبرر للظالم سوء فعله؛ فإنه قد يضطر إلى تحويل المواجهة إلى المتعاطف، حيث
تتحول المعركة من الاتجاه نحو المعتدي إلى المتعاطف معه من بني جلدتنا، وهنا يقع
الصراع الداخلي والاقتتال بين المسلمين، وهذا عين ما يريده المعتدي، وهو تحول
المواجهة ليحدث الصراع والاقتتال بين المسلمين، وهذا فساد عظيم.
7- ترك المواجهة والتخلي عن الحق:
حيث يخاف المسلم
من المواجهة، أو يظن عدم جدواها بين أناس مثله في الدين والوطن، لكنهم قد انحازوا
إلى الظالم والمعتدي، وتنازلوا عن حقوقهم، وحقوق وطنهم، وهنا يستشعر المسلم الضعف
والهوان، فيحرص على التخلي عن المدافعة والمقاتلة، وهو ما يفسح المجال لمزيد من
الظلم والطغيان.
8- انتشار الفساد في المجتمعات:
عند تعاطف البعض
مع المعتدين يحدث التخلي عن التدافع بين الحق والباطل، وقد أوضح الله تعالى أن عدم
التدافع يؤدي إلى انتشار الفساد في الأرض، حيث قال تعالى: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم
بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ) (البقرة: 251)، وقال عز وجل: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ
النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ
وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا) (الحج: 40).
9- زيادة معاناة المظلومين وتضييع حقوقهم:
إن ترك المظلومين دون نصرة أو تعاطف معهم يزيد من إحباطهم، ويضاعف شعورهم بالعجز والخذلان،
كما أن الرحمة بالظالم تعني بقاء المظلوم تحت القهر والاضطهاد، وهذا يؤدي إلى
تضييع العدالة وذهاب الحقوق، وقد نهى الله تعالى عن ذلك وأمر بإيتاء كل ذي حق حقه.
10- التعرض للعقوبة الإلهية:
أوضح القرآن
الكريم أن الفتنة لا تصيب الظالمين وحدهم، بل تعم من عاونهم وشاركهم، حيث قال
تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً
لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً) (الأنفال: 25)، فإذا
انتشر التعاطف مع الظالمين، تعم الفتنة جميع فئات المجتمع.
وقد بيّن النبي
صلى الله عليه وسلم أن الناس إذا تركوا الظالم ولم يمنعوه فإن الله تعالى ينزل
عقابه بالجميع، ففي سنن الترمذي عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي
بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ
تَقْرَؤونَ هَذِهِ الآيَةَ: (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ
إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) (المائدة: 105)، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ
فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ
مِنْهُ».