4 محطات في حياة القائد بـ«كتائب القسام» الشهيد رائد سعد
شكل القائد
الشهيد رائد سعد أحد الأسماء البارزة في مسار العمل العسكري الفلسطيني، بعدما
تبلورت تجربته في قلب التحوّلات الكبرى، ونضج دوره مع تصاعد المواجهة واتساع ساحات
الاشتباك.
بين الميدان
وغرف القيادة، راكم سعد خبرة طويلة جعلته حاضرًا في مفاصل القرار العسكري، وواحدًا
من أكثر القادة تأثيرًا داخل بنية «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة المقاومة
الإسلامية (حماس).
4 محطات رئيسة في حياة القائد الشهيد رائد سعد
1- قيادي من الجيل الأول:
وُلد رائد سعد
في 15 أغسطس 1972م بمدينة غزة، وينتمي إلى الجيل الأول من قادة «كتائب القسام»
الذين برزوا مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000م، في تلك المرحلة
المفصلية، كان من الأسماء التي ساهمت في إعادة ترتيب الصفوف العسكرية وهيكلة
المجموعات الميدانية، بما أسّس لمرحلة جديدة من العمل المنظم داخل الكتائب.
ومنذ عام 2003م،
شغل سعد عضوية المجلس العسكري لـ«كتائب القسام»، وعُرف بقربه من القائد العام محمد الضيف، حيث كان حاضرًا في دوائر التخطيط واتخاذ القرار خلال سنوات حساسة من مسيرة
المقاومة.
2- محاولات اغتيال وملاحقة دائمة:
شكّل سعد هدفًا
دائمًا للاستخبارات الصهيونية، وتعرّض لعدة محاولات اغتيال على مدار سنوات، أبرزها
عام 2006م حين شنّ سلاح الجو الصهيوني غارة استهدفت اجتماعًا للمجلس العسكري لـ«كتائب
القسام»، نجا سعد من القصف، لكن اسمه ظل منذ ذلك الحين في صدارة قوائم المطلوبين،
بوصفه أحد العقول العسكرية المؤثرة داخل التنظيم.
3- من قيادة «لواء غزة» إلى ركن العمليات:
خلال مسيرته
العسكرية، تقلّد سعد سلسلة من المناصب القيادية البارزة، كان من أهمها قيادة «لواء
مدينة غزة»، قبل أن يُسند إليه لاحقًا ملف التصنيع العسكري في «كتائب القسام»،
بحسب مصادر إعلامية محلية.
وفي مرحلة
متقدمة، تولى منصب قائد ركن العمليات في المجلس العسكري العام، وهو الموقع الذي
يعكس حجم الثقة بخبرته وقدرته على إدارة العمليات المعقدة، ومع انتقال هذه المهام
لاحقًا إلى محمد السنوار، بقي سعد أحد الأعمدة الأساسية في البنية العسكرية
والتنظيمية للحركة.
4- موقعه في القيادة الحالية:
عقب توقف الحرب
الصهيونية، عاد سعد إلى الواجهة القيادية ضمن المجلس العسكري الجديد، في إطار
مساعي «كتائب القسام» لإعادة تنظيم صفوفها وترميم بنيتها التي تضررت بفعل حرب
استمرت عامين، وتولى إدارة العمليات العسكرية، وكان يُنظر إليه باعتباره الرجل
الثاني في القيادة بعد عز الدين الحداد.
وكان سعد الأكبر
سنًا والأكثر خبرة بين القادة العسكريين الحاليين، والأعمق اطلاعًا على تاريخ
العمل العسكري للكتائب وتفاصيله، وقد عُوّل عليه بشكل كبير في مشروع إعادة إحياء
القدرات العسكرية والتنظيمية، قبل أن يرتقي شهيدًا، تاركًا خلفه إرثًا ثقيلًا من
التجربة والدور والتأثير.