5 آثار لاتفاقيات «أبراهام» على القضية الفلسطينية

منذ توقيع اتفاقيات التطبيع المعروفة بـ«اتفاقات أبراهام» بين دولة الاحتلال وعدد من الدول العربية، تغيّر المشهد السياسي في المنطقة بشكل كبير.

ورغم تبرير هذه الاتفاقيات بأنها لخدمة السلام والاستقرار، فإن الفلسطينيين رأوا فيها طعنة جديدة لقضيتهم، وتخليًا عن المبادرة العربية التي ربطت التطبيع بانسحاب دولة الاحتلال من الأراضي المحتلة.

وفي سياق هذا التحول، تبرز الآية الكريمة التي تكشف بوضوح المآلات الخطيرة لموالاة الظالمين؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة: 51).

التطبيع وإستراتيجية الاختراق الصهيوني |  Mugtama
التطبيع وإستراتيجية الاختراق الصهيوني | Mugtama
التطويع العربي يسعى الكيان الصهيوني في سياسته الخ...
mugtama.com
×

تأتي هذه الآية لتوقظ الضمير من غفلته، ولتُحذّر من خطورة الارتماء في حضن المشروع الصهيوني، والتماهي مع سرديته، خاصة حين يكون ذلك على حساب شعب واقع تحت الاحتلال.

فيما يلي 5 آثار رئيسة لتطبيع بعض الدول العربية مع دولة الاحتلال على القضية الفلسطينية:

1- إضعاف الموقف الفلسطيني التفاوضي والسياسي:

عندما تُطبّع الدول العربية مع دولة الاحتلال دون اشتراط إنهاء الاحتلال أو ضمان حقوق الفلسطينيين، فإنها تُضعف الموقف الفلسطيني وتُفقده إحدى أهم أوراق الضغط، فالتطبيع المجاني يمنح دولة الاحتلال شرعية عربية بدون أي ثمن سياسي.

2- تشجيع الاحتلال على التمادي في سياساته الاستيطانية:

بعد التطبيع، زادت دولة الاحتلال من وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية، وواصلت تهويد القدس، وهدم المنازل، وشن الحروب على غزة، فغياب ردود فعل عربية حاسمة شجّعها على المضي في سياسات فرض الأمر الواقع.

3- إضعاف مركزية القضية الفلسطينية في الوجدان العربي:

أدى التطبيع إلى تهميش القضية الفلسطينية في الخطاب السياسي والإعلامي الرسمي لبعض الدول، وتحويلها من «قضية العرب المركزية» إلى مجرد «قضية إنسانية» أو ملف خلاف ثنائي بين الفلسطينيين والصهاينة.

اقرأ أيضاً: التطبيع.. تداعياته على القيم والأجيال وسبل مواجهته

4- فتح أبواب التطبيع الشعبي والترويج للصورة الصهيونية:

إلى جانب الاتفاقات الرسمية، رافق التطبيع محاولات إعلامية وثقافية لتلميع صورة دولة الاحتلال، وخلق تقارب شعبي معها عبر الرياضة والفن والاقتصاد؛ وهو ما يُعد خطرًا على وعي الأجيال الجديدة تجاه حقيقة الاحتلال.

5- توسيع العزلة السياسية والاقتصادية على الفلسطينيين:

مع تطبيع دول عربية كانت داعمة ماليًا أو سياسيًا للفلسطينيين، تراجعت المساعدات المباشرة، وبدأ الفلسطينيون يشعرون بأنهم محاصرون ليس فقط من قبل الاحتلال، بل من بعض الأشقاء؛ ما زاد من شعورهم بالخذلان السياسي.

إن التطبيع العربي مع دولة الاحتلال قبل تحقيق العدالة للفلسطينيين لا يُسهم في السلام، بل يكرّس الاحتلال، ويضعف الموقف العربي الموحد، ويمنح دولة الاحتلال غطاءً للمضي في انتهاكاتها.

القضية الفلسطينية لن تموت، لكنها بلا شك أصبحت اليوم أكثر ضعفًا وعزلةً بسبب هذا التحول الخطير في المواقف العربية الرسمية.

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة