5 أخطاء يقع فيها الطلاب على الإنترنت
أصبح الإنترنت
مساحة تربوية موازية للمدرسة والمراكز التعليمية، حيث يشكّل وعي الطلاب
وسلوكياتهم، وتشير الأبحاث والتقارير إلى أن الطلاب يقضون أكثر من 8 ساعات يوميًا
أمام شاشات الهاتف المحمول وعلى الشبكة العنكبوتية بشكل عام، الأمر الذي يجعل فهم
سلوكهم على الإنترنت ضرورة تربوية، وفيما يلي 5 من أبرز الأخطاء الشائعة التي يقع
فيها الطلاب على الإنترنت مع حلول عملية لتجاوزها.
1- الاعتماد على معلومات غير موثوقة:
يعتمد كثير من
الطلاب على منشورات مجهولة أو معلومات غير محققة، خصوصًا أثناء إعداد الأبحاث
المدرسية، أو البحوث العلمية، وأثبتت الدراسات أن غالبية الطلاب لا يملكون القدرة
على التمييز بين المصادر الموثوقة والمعلومات المضللة؛ ما يؤدي إلى ضعف التحصيل العلمي وتكوين قناعات خاطئة.
يمكن مواجهة هذا
الخلل بتعليم مهارات التفكير النقدي، والاطلاع على أكثر من مصدر قبل اعتماد أي
معلومة، إضافة إلى متابعة الدورات الخاصة بطرق استخدام المنصات الأكاديمية الرسمية
ومحركات البحث العلمية حتى يتعود الطالب على التحقق قبل النقل.
2- الإفراط في استخدام مواقع التواصل:
تشير تقارير علم
النفس التربوي إلى أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل يقلل التركيز، ويزيد من
القلق والتشتت، ويضعف القدرة على الاستذكار، فالتنقل السريع بين التطبيقات يصنع
عقلًا مشتتًا لا يستطيع إكمال المهام أو تحمل الجهد الذهني.
ولذا، يجب
الالتزام بساعات محددة للتصفح، واستخدام تطبيقات تُنظّم الوقت، وتخصيص فترات خالية
تمامًا من الهاتف فيما يُعرف بـ«الديتوكس الرقمي»، ومن الضروري أن يضع الطالب
قائمة بالمهام اليومية قبل فتح مواقع التواصل حتى لا ينجرف وراء الإشعارات.
3- مشاركة المعلومات الشخصية دون وعي:
من الأخطاء التي
يقع فيها الطلاب مشاركة الصور أو البيانات الشخصية بحسن نية دون أن يدركوا خطورة
هذا العمل؛ الأمر الذي يعرضهم فيما بعد للتنمر أو الاستغلال، وأظهرت العديد من
التقارير أن نسبة كبيرة من المتعرضين للتنمر الإلكتروني كانوا قد شاركوا معلوماتهم
الخاصة دون إدراك للعواقب.
من هنا يجب أن
يكون لدى الطلاب وعي بمفهوم «البصمة الرقمية»، إضافة إلى خلق ثقافة عدم نشر
معلومات حساسة أو شخصية، وضبط إعدادات الخصوصية على الهاتف المحمول، والتأكد من
هوية الحسابات التي يتم التفاعل معها، ومن الضروري أيضًا أن يكون هناك حوار مستمر
بين الأسرة والطالب حول أخطار العالم الرقمي.
4- التقليد الأعمى للمؤثرين:
يجذب المحتوى
البراق الطلاب بسهولة، فينشأ لديهم تقليد غير واعٍ لسلوكيات بعض المؤثرين؛ ما يؤثر
في تصورهم للنجاح والشهرة، لا سيما وأن المحتوى المرئي له تأثير كبير وقدرة على
تشكيل السلوكيات اليومية للمراهقين.
ويمكن تجاوز هذه
المشكلة ليس من خلال منعها، بل بالحوار الواعي، حيث ينبغي للمربي أن يناقش أبناءه
في المحتوى الذي يشاهدونه، وأن يعزز لديهم مفهوم الهوية الذاتية، ويشرح لهم الفرق
بين الواقع والمشهد الإعلامي، وأن يوضح لهم المؤثرين الفعليين الذين يستحقون
المتابعة والاقتداء بهم، فالطالب الذي يملك شخصية واضحة لا يقلّد بسهولة.
5- ضعف مهارات الانضباط الذاتي أثناء التعلم الإلكتروني:
مع أن التعلم
عبر الإنترنت يفتح آفاقًا واسعة، فإن كثيرًا من الطلاب يفتقرون للانضباط الذاتي
أثناء التعلم الإلكتروني، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم المهام وتشتت التركيز، وفي
هذا الصدد أكدت دراسة جامعة ميشيغان أن أكثر من نصف الطلاب يجدون الإنترنت عنصرًا
مشتتًا أكثر منه مساعدًا.
ولذا، يجب وضع
خطة دراسة يومية، وتقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات صغيرة يمكن الالتزام بتنفيذها،
الأمر الذي يزيد التركيز، وينمي قدرة الطلاب على إدارة الوقت، كما يفضل تخصيص
مساحة هادئة للدراسة بعيدًا عن مشتتات الهاتف وتطبيقاته كما سبق أن أشرنا في بداية
المقال.
من هنا يتبين أن
الأخطاء التي تمسّ سلوك الطلاب على الإنترنت تتمثل في: المعلومات غير الموثوقة،
الإفراط في الاستخدام، مشاركة الخصوصيات، تقليد المؤثرين، وضعف الانضباط، ومع
الوعي والتوجيه يمكن تحويل هذه الأخطاء إلى فرص للتربية والنضج.
_________________
1- تقرير عن استخدام وسائل الإعلام من قبل الشباب.