5 أمور عليك تجنبها خلال العيد

مع قرب قدوم عيد
الفطر، ممزوجاً بالفرحة والبهجة، تتواصل استعدادات المسلمين للاحتفال بهذه
المناسبة، بعد شهر من الصيام والقيام والاعتكاف والصدقة والزكاة، والأعمال
الصالحة، سائلين الله القبول والعفو والعتق من النار.
من الناس من
يسعد في هذا اليوم بفطره، والاستمتاع بما أحل الله من الطيبات، بل يواصل طاعته
بصلة الرحم، وزيارة الأقارب، وتفقد أحوال الجار، وإدخال السرور على أبناء
المسلمين، ومنهم من يظن أن العيد يوم لهو في غير المباحات، فينزلق إلى الحرام
والمنكر؛ بدعوى الفرح والسعادة، وأنه يعوض نفسه عما حرمها في رمضان.
لكن المسلم
الكيس يعلم أن قبول صومه وقيامه، سيكون بدوام طاعته، وأن فرحه يكون مسايراً لشرع
الله وسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن عيده ليس في المعصية، بل فيما أحل الله.
هذه السطور،
تلخص لك 5 أمور، يتورط فيها البعض، ومن الأحرى للمسلم أن يتجنبها، حتى لا يقع في
حرام أو منكر أو بدعة.
أولاً: يحرم
صيام يوم العيد، لما في الصحيحين عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه «نهى
عن صوم يومين: يوم الفطر ويوم النحر»، يقول العلماء: إن العلة في وجوب فطرهما
وتحريم صيامهما هي الفصل في الصوم، وإظهار تمام شهر رمضان، وبيان حده بفطر ما
بعده، أما عيد الأضحى فلأجل النسك المتقرب بذبحه ليؤكل منه، ولو شرع صومه لم يكن
لمشروعية الذبح فيه معنى.
ويجوز للمسلم أن
يصوم ثاني أيام العيد، ويختار من الأيام ما يشاء، إذا أراد صوم ست من شوال، بشكل
متتابع أو منفصل، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من
شوال كان كصيام الدهر» (رواه مسلم).
ثانياً: كراهية
زيارة القبور في يوم العيد، لما في ذلك من حصول الحزن في يوم جعله الله للفرح
والسرور، والأولى هو زيارة الأحياء وتهنئتهم بالعيد، لكن ما اعتاده بعض الناس من
توزيع الطعام في المقابر يوم العيد فهذا لا أصل له في الشرع، يقول الإمام ابن باز:
إن تخصيص يوم العيد، أو تخصيص الجمعة، أو تخصيص يوم آخر لزيارة القبور، ليس له
أصل، ولكن السُّنة أن يزوروا القبور دائمًا بين وقت وآخر على حسب التيسير، لقوله صلى
الله عليه وسلم: «زوروا القبور؛ فإنها تذكركم الآخرة».
اقرأ أيضاً: آداب وسنن صلاة العيد
ثالثاً: خروج
النساء في زينة أمام الرجال الأجانب، من الأمور التي تكثر في يوم العيد، وكأنه يوم
للزينة ووضع مساحيق التجميل وإظهار المفاتن والعورات أمام الغرباء، كذلك يحرم في
العيد وغيره ارتداء الملابس الشفافة والمجسدة لما تحتها، كذلك يحرم على من أرادت
الخروج أن تمس الطيب أو تتعرض للرجال بالفتنة، فإنها ما خرجت إلا لعبادة وطاعة،
وهذا لا يعني عدم خروجها لصلاة العيد، بل الأفضل أن تخرج المرأة إلى صلاة العيد،
حتى الحائض تخرج وتعتزل المصلى، المهم أن يخرجن غير متبرجات ولا متطيبات، يقول
الله تعالى: (وَقَرْنَ فِي
بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) (الأحزاب: 33).
رابعاً: يمنع
استخدام الألعاب النارية، والمفرقعات التي تسمى «الطرطعان»، في يوم العيد وغيره،
لما يترتب على ذلك من ضرر، وإهدار للمال، وإيذاء للآخرين، وترويع للآمنين، وقد ورد
في الحديث أن النبي ﷺ قال: «لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً» (رواه أبو داود، وأحمد).
اقرأ أيضاً: 5 دوافع للتهنئة بالعيد
وقد ينجم عن
استخدام المفرقعات مفسدة عظيمة، كاندلاع حريق، أو إصابة شخص ما من المارة، وقد
حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف، فقال: «لا ضرر ولا ضرار»، كما
أن وضع المال في شراء تلك الأشياء هو من الإسراف المنهي عنه، والله تعالى يقول: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا
زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ
إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (الأعراف: 31).
خامساً: كثير من الناس، خاصة الشباب، قد يزين له الشيطان أن يوم العيد، يوم للترفيه والتفريط والاختلاط والسهر، فيقع في المعاصي والآثام، من تناول المسكرات، وتعاطي المواد المخدرة، ومشاهدة الأفلام الخليعة، والتحرش بالنساء، والنظر إلى العورات، وما حرم الله من أعمال في شهر رمضان وغيره، والواجب أن يفرح المسلم في هذه الأيام بفطره، وبما أحل الله له من المباحات والطيبات.