‏5 تحديات في التعليم الحديث بالكويت.. وحلول مقترحة

سامح ابو الحسن

06 سبتمبر 2025

745

التعليم في الكويت، شأنه شأن بقية دول العالم، يمر بمرحلة تحوّل عميق بفعل الثورة الرقمية وتغيرات سوق العمل العالمي، لكن هذا التحول، على أهميته، لا يخلو من التحديات التي تقف عائقاً أمام تحقيق تعليم عصري فعّال يستجيب لطموحات الدولة ورؤية «كويت 2035»، ما بين ضعف البنية التقنية، ونقص التدريب، ومحدودية التفاعل.

وتتكشف ثغرات تحتاج إلى حلول مبتكرة تعزز جودة التعليم وتضمن مخرجات قادرة على المنافسة عالمياً، في هذه السطور نسلّط الضوء على 5 من أبرز هذه التحديات، ونقترح حلولاً عملية مستندة إلى الدراسات والواقع التعليمي في الكويت.

1- ضعف البنية التحتية التقنية:

- التحدي: رغم الجهود المتقدمة، سُجل تفاوت في سرعة الاتصال بالإنترنت بين المناطق، بالإضافة إلى عدم توفر أجهزة إلكترونية كافية داخل بعض الأسر؛ ما يؤثر سلباً على تجربة التعليم الإلكتروني.

- الحل: تعميم توفر الإنترنت السريع المدعوم (الألياف أو «الواي فاي» الصفّي)، وتأمين أجهزة مدرسية ومنزلية مدمجة من خلال شراكات بين القطاعين العام والخاص.

2- نقص التدريب الرقمي للمعلمين:

- التحدي: كثير من المعلمين، رغم توفر حاجيات التعليم الرقمي، يفتقرون إلى الخبرة الكافية لاستخدام التقنيات التربوية بفعالية، ويجدون صعوبة في تحويل المناهج التقليدية إلى بيئة رقمية جاذبة.

- الحل: إطلاق برامج تدريبية سنوية (Micro-credentials) في تقنيات التعليم لجميع المعلمين، وتوفير دعم فني وميداني مستمر داخل المدارس.

3- محدودية التفاعل الافتراضي والرقابة الأبوية:

- التحدي: البيئة الإلكترونية تفتقر إلى التفاعل الحي بين الطلاب والمعلمين، ومعها ضعف الرقابة الأبوية على الحضور والمشاركة؛ ما يقلل من تأثير الدرس ويزيد الشعور بالعزلة لدى الطالب.

- الحل: اعتماد أدوات تعليمية تفاعلية ووحدة رقابية تسمح للأهل بمتابعة الحضور والمشاركة، إلى جانب جلسات تفاعلية واقعية منتظمة.

4- ضعف الاستثمار في التعليم المهني وربطه بسوق العمل:

- التحدي: التركيز لا يزال على التعليم الأكاديمي، في حين أن الحاجة حقيقية للتعليم الفني والمهني الملائم لسوق العمل، خصوصاً في الاقتصاد الرقمي.

- الحل: إنشاء شراكات بين المدارس الفنية والقطاع الصناعي لتطوير مناهج مهنية تدمج التدرب والانخراط في سوق العمل الحقيقي.

5- ضعف الإدماج التربوي للطلبة ذوي الإعاقة:

- التحدي: رغم توقيع الكويت على «إعلان سلامنكا» بشأن الإدماج، يظل تطبيقه ضعيفاً؛ إذ تقتصر المرافق الحالية على عدد محدود من ذوي الاحتياجات البسيطة.

- الحل: إعادة صياغة السياسات التعليمية لتبنّي نموذج إدماجي حقيقي، يتضمن تدريب المعلمين على طرق التعليم التفاعلي الداعم، وتكييف الفصول والأدوات لتلبية احتياجات الجميع.

التحديات الخمسة التي تواجه التعليم الحديث في الكويت ليست مجرد عقبات تقنية أو إدارية، بل مؤشرات على ضرورة تبني رؤية شمولية للتعليم تتماشى مع التطورات العالمية، فالتعليم ليس مجرد تلقين معلومات، بل صناعة أجيال قادرة على الإبداع والإنتاج والمواكبة.

إن الاستثمار في البنية التحتية، وتأهيل المعلمين، وتعزيز التفاعل، وربط المناهج بسوق العمل، وتمكين الطلبة ذوي الإعاقة، ليست حلولاً جزئية، وإنما أسس لنهضة تعليمية حقيقية، وإذا نجحت الكويت في تحويل هذه التحديات إلى فرص، فإنها ستكتب فصلاً جديداً في مسيرتها نحو بناء مجتمع معرفي متكامل.


تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة