5 خطوات كفيلة بالقضاء على الفقر

يحتفل العالم سنوياً، في 17 أكتوبر من كل عام، بـ«اليوم الدولي للقضاء على الفقر»، الذي يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان، وقد استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 14 قرناً، وكان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة، وأعوذ بك أن أظلم أو أظلم» (رواه أحمد).

ويرجع تاريخ الاحتفال بهذا اليوم إلى 17 أكتوبر 1987م، حيث اجتمع ما يزيد على 100 ألف شخص تكريماً لضحايا الفقر المدقع والجوع، وذلك في ساحة تروكاديرو بباريس، التي وقِّع بها «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان» عام 1948م.

لاحقاً، وفي 22 يناير 1992م، ومن خلال القرار (47/ 196)، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، 17 أكتوبر «اليوم الدولي للقضاء على الفقر»، ودعت الدول إلى تخصيص ذلك اليوم سنوياً للاضطلاع بأنشطة محددة في مجال القضاء على الفقر.

تعرف الأمم المتحدة الفقر بأنه أكثر من مجرد الافتقار إلى الدخل أو الموارد أو ضمان مصدر رزق مستدام، إذ تشمل مظاهره الجوع وسوء التغذية وانحسار إمكانية الحصول على التعليم والخدمات الأساسية.

المسلم الحقيقي مطالب بمواجهة الفقر، والقضاء عليه، والاستعاذة منه ليس بالقول فقط، بل بالعمل والتخطيط كل يوم، من خلال ما يلي:

أولاً: التقرب إلى الله عز وجل، وأداء العبادات، والإكثار من الطاعات والذكر والاستغفار، فهذا مما يجلب الرزق، لقوله تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً {2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) (الطلاق)، وقوله عز وجل: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً {10}‏ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً {11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً) (نوح).

ثانياً: الإكثار من الصدقة؛ فهي من أعظم أسباب بركة المال، وزيادة الرزق، قال الله جل وعلا في الحديث القدسي: «يا ابن آدم، أَنفقْ أُنفقْ عليك» (رواه مسلم)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما نقصت صدقة من مال» (رواه مسلم)، كما أنها تدفع عن صاحبها المصائب والشدائد، قال صلى الله عليه وسلم: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة» (رواه الحاكم وصححه الألباني).

ثالثاً: عليك بصلة الرحم لزيادة الرزق وتجنب الفقر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل» (رواه الترمذي).

وللتأكيد على كون صلة الرحم مجلبة للرزق، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه» (رواه البخاري).

رابعاً: تجنب المعاملات الربوية، فمن يرد تطييب ماله ورزقه فليتجنب الربا، لقوله تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ) (البقرة: 276)؛ أي محق أموال الربا، ونزع بركتها، وقال جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ۝ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) (البقرة: 278-279)، فجعل الربا حربًا لله ولرسوله، وهذا وعيد عظيم، يدل على كبر وعظمة الذنب.

خامساً: الخروج مبكرا لطلب الرزق، والأخذ بالأسباب، وإتقان العمل، والتخطيط الجيد، والاستعانة بالعلم، والتزود بالمهارات المطلوبة، مع حسن التوكل على الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا» (رواه أحمد وابن ماجة).


اقرأ أيضاً:

«إغناء».. لمحاربة الفقر في الكويت

اقتصاد الفقراء من المواجهة إلى التنظيم (2)

من يتوكل على الله فهو حسبه.. قصة حاتم الأصم مع التوكل

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة