5 عوامل رئيسة وراء انتصار المقاومة في غزة

في خضم الصراع المستمر مع الاحتلال، تمكنت المقاومة الفلسطينية في غزة من تحقيق انتصار غير مسبوق، رغم الفوارق الهائلة في القوة العسكرية والتقنيات المتقدمة التي يمتلكها العدو. 

هذا النجاح لم يكن محض صدفة، بل نتاج تخطيط محكم وعوامل متعددة تضافرت معًا لتؤمن للمقاومة تفوقًا في المعركة، قال الله تعالى: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ) (الأنفال: 60).

في هذا السياق، نستعرض عوامل رئيسة أسهمت في انتصار المقاومة بغزة، من الاستعداد العسكري والتكتيك الحربي إلى الدعم الشعبي والتأثير الإعلامي والسياسي.

1- الاستعداد العسكري والتدريب: 

عملت الفصائل الفلسطينية على تدريب قواتها بشكل دقيق ومنظم، حيث اعتمدت على تكتيكات حرب غير تقليدية أسهمت في إرباك العدو وفرضت توازنًا نسبيًا في ساحة المعركة. 

من بين هذه التكتيكات، الهجمات المفاجئة التي شملت تنفيذ عمليات نوعية في توقيتات غير متوقعة؛ ما قلل من قدرة جيش الاحتلال على الاستجابة السريعة. 

كما شكلت الصواريخ محلية الصنع أحد أبرز أسلحة المقاومة، إذ تم استخدامها لتوجيه ضربات قاسية ضد أهداف إستراتيجية داخل الأراضي المحتلة، وهو ما أظهر قدرة الفصائل على تحدي التفوق التكنولوجي للعدو.

2- القدرة على المناورة العسكرية: 

أظهرت فصائل المقاومة الفلسطينية قدرة كبيرة على تطوير تكتيكات قتالية مرنة ومعقدة في مواجهة التفوق العسكري الصهيوني. 

واحدة من أبرز هذه التكتيكات كانت استخدام الأنفاق، التي وفرت للمقاتلين القدرة على التنقل بين المواقع والقيام بعمليات هجومية في أماكن غير متوقعة؛ ما أربك قوات الاحتلال وأضعف قدرتها على تدمير البنية التحتية للمقاومة. 

بالإضافة إلى ذلك، استعملت الفصائل الضربات الصاروخية الدقيقة التي استهدفت مواقع حساسة داخل الكيان المحتل؛ ما عطل قدرة العدو على الرد السريع. 

وتنوعت التكتيكات بين نصب الكمائن، وقذائف الهاون، والقذائف المتفجرة التي تزرع في الأرض، واستخدام أساليب التفخيخ للمنازل والأنفاق؛ الأمر الذي جعل من الصعب على الاحتلال استغلال تفوقه التكنولوجي الكامل في معركة غير متكافئة.

3- التلاحم الشعبي والدعم الواسع:

من العوامل الأساسية التي ساعدت في تعزيز صمود المقاومة في غزة كان التلاحم الشعبي الواسع الذي لاقته من جميع شرائح الشعب الفلسطيني، سواء في الداخل أو في الشتات. 

هذا الدعم لم يكن مقتصرًا على الاحتشاد الشعبي في الشوارع أو التعبير عن التضامن الرمزي، بل امتد ليشمل مشاركة فعالة من المواطنين في مقاومة الاحتلال من خلال توفير المأوى والموارد للفصائل، والاحتفاظ بالروح المعنوية عالية على الرغم من الظروف القاسية. 

ولعب هذا التلاحم دورًا محوريًا في تعزيز معنويات المجاهدين على الأرض؛ ما جعلهم أكثر إصرارًا في مواجهة آلة الحرب الصهيونية. 

كما أن هذا الدعم الشعبي الواسع أضفى بُعدًا سياسيًا على المقاومة، وأسهم في خلق قاعدة شعبية واسعة ساعدت في تقوية الموقف السياسي للمقاومة على الساحة الإقليمية والدولية.

4- الإستراتيجية الإعلامية والرسائل السياسية:

استفادت فصائل المقاومة في غزة من إستراتيجيات إعلامية متقدمة لنقل رسائلها إلى العالم، حيث قامت بتوظيف الوسائل الإعلامية الحديثة بشكل فعال لمخاطبة الرأي العام الدولي. 

فبينما كان الاحتلال يستعرض قوته العسكرية عبر قنواته الإعلامية، نجحت فصائل المقاومة في تسليط الضوء على جرائمه ضد المدنيين؛ ما ساعد في إبراز معاناة الشعب الفلسطيني على الصعيد الدولي. 

وعبر رسائل سياسية متقنة، تمكنت الفصائل من تحفيز المجتمع الدولي على اتخاذ مواقف مناهضة للاحتلال؛ ما أسهم في خلق ضغط دولي على حكومة الاحتلال لوقف عدوانها.

كما كانت المقاومة حريصة على توظيف الإعلام لتسليط الضوء على القضايا الإنسانية في غزة، محققة بذلك توازنًا في عرض الرواية الفلسطينية مقابل الرواية الصهيونية.

5- التضامن الشعبي والضغط الدولي:

على الرغم من محاولات الاحتلال المستمرة لشيطنة المقاومة الفلسطينية وتقديمها كتهديد إرهابي، فقد حصلت الفصائل في غزة على دعم واسع من بعض الدول والمنظمات الإقليمية والدولية.

هذا التضامن السياسي انعكس في تأكيد مواقف بعض الدول على حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم، وكان له تأثير مباشر في تشكيل رأي عام عالمي أكثر تأييدًا للحقوق الفلسطينية. 

علاوة على ذلك، أفرزت الجهود الدولية ضد الهجمات الصهيونية في غزة من خلال ممارسة ضغوط على حكومات مختلفة للحد من دعمهم غير المشروط للاحتلال. 

شكل هذا الضغط نقطة قوة مهمة ساعدت المقاومة في تعزيز موقفها على الساحة العالمية، فضلاً عن تعزيز القوة المعنوية لمقاتلي المقاومة في الداخل.


الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة