7 أمور عليك القيام بها لدعم المسنين
يحتفل العالم سنوياً في الأول من أكتوبر بـ«اليوم
العالمي للمسنين»، وهي فئة من البشر تتطلب التقدير والاحترام والدعم مدى الحياة،
وليس في يوم بعينه، وفق منهج الإسلام.
يعيش بيننا نحو 1.2 مليار مسن، وهم
الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أكثر، وفق تقديرات صادرة عن الأمم
المتحدة.
ومن المرجح أن يتخطى عدد المسنين حول
العالم عدد الرضع في منتصف ثلاثينيات هذا القرن، وأن يصل إلى 265 مليوناً، مع
ارتفاع متوسط العمر عالمياً إلى 73.5 سنة في العام 2025م.
وللمسلم خاصة قواعد ومبادئ عامة أقرها
الإسلام في التعامل مع المسن، وليس احتفاء به فقط؛ نظراً لما يمر بصاحب هذه
المرحلة من ضعف عام، لقوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ
قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ
وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) (الروم: 54).
ومن حقوق المسن في الإسلام، ما يلي:
أولاً: توقير واحترام المسن؛ اقتداء بسُنة
النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي قال: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر
كبيرنا» (رواه الترمذي)، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يسلم الصغير على
الكبير، وحـتى في الكلام أمر صلى الله عليه وسلم ألا يتكلم الصغير في أمر دون
الكبير.
ثانياً: إكرام المسن وتقديمه، ومراعاة
مشاعره، وقد ربط النبي صلى الله عليه وسلم بين ذلك وإجلال الله عز وجل، فقال: «إن
من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم» (رواه أبو داود)، وقوله صلى الله عليه
وسلم: «أمرني جبريل أن أقدم الأكابر»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «أَنْزِلُوا
النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ» (رواه أبو داود).
ثالثاً: بعد التوقير والتكريم، يجب دعم
المسن، وتقديم العون له، وأوجه المساعدة المختلفة؛ مراعاة لضعفه ومرضه، لذلك رخص
لهم الإسلام من ينوب عنه في الحج، ورخص له الفطر في رمضان إذا تعذر عليه الصوم، عن
ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال: جاءت امرأة من خثعم عام حجة الوداع، قالت: يا
رسول الله، إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخاً كبيراً لا يستطيع أن
يستوي على الراحلة، فهل يقضي عنه أن أحج عنه؟ قال: «نعم» (رواه البخاري).
ومن التيسير على المسن التخفيف في
الصلاة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا صلى أحدكم للناس
فليخفف، فإن منهـم الضعيف والسقيم والكبير، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء»
(متفق عليه).
رابعاً: تسبق عظمة الإسلام في الاعتناء
بالمسن جميع القوانين والمواثيق الدولية، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم، بعدم
قتلهم أو التعرض عليهم خلال الحروب، فكان إذا بعث جيشاً أو سرية دعا صاحبهم، فأمره
بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: «اغزوا بسم الله، وفي سبيل الله،
قاتلوا من كفر بالله، لا تغـلوا، وتغـدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليداً ولا
امرأة ولا شيخاً كبيراً» (رواه الطبراني).
خامساً: الإنفاق على المسن، فقد كبر
وضعف، ولم يعد قادراً على الكسب، كما كانت الحال في ريعان شبابه، وعلى أبنائه أن
يتذكروا جيداً كيف كان يكد ويتعب كل يوم من أجل الكسب الحلال، والإنفاق على
تعليمهم وتربيتهم، فقد آن الأوان أن يردوا شيئاً من الجميل، عن جابر رضي الله عنه
أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي مالاً وولداً، وإن أبي يريد أن يجتاح مالي،
فقال: «أنت ومالك لأبيك» (رواه أحمد وابن ماجة).
وليحذر كل ابنٍ من تضييع حق أبيه أو أمه
في الكبر، ففي الحديث دعا جبريل أمين الوحي مبلغاً عن ربه ويؤمن على دعائه النبي صلى
الله عليه وسلم فقال: «وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ
الْكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ» (رواه الترمذي).
سادساً: الاستماع إليه والإنصات له،
وإدخال السرور عليه، وتقديم الهدايا له، والحرص على تبادل الحديث معه، والصبر عليه
لتذكر أمر ما، أو إعادته للكلام أكثر من مرة، فهذا مما يخفف عنه ويشعره بأهميته
ويرفع معنوياته.
سابعاً: تجنب إهمالهم وإرسالهم إلى دور
المسنين والعجزة، إلا لضرورة قصوى، وبناء على طلبه وموافقته، وبشرط ألا يكون هذا
بسبب الاضطرار من سوء معاملة الأبناء مثلاً، فهو يريد أن يأنس بأولاده وأحفاده،
ويحزن كل الحزن إذا ترك داره، فقد عظَّم الإسلام حق الوالدين، وقرنه بعبادته، فقال
تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ
وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) (النساء: 36).