7 خطوات لتكوين صداقة ناجحة
لا يمكن أن
يتصور أن يعيش المرء منعزلاً عن مجتمعه، أو بدون صداقة مع من يحب، بل الصبر على
مخالطة الناس وما يلحق الشخص من أذاهم أسمى وأنفع له من العزلة بعيداً عنهم.
فالنبي صلى الله
عليه وسلم كان مألوفًا ومحبباً لدى الجميع حتى في الجاهلية قبل الإسلام، وإطلاق
صفة «الصادق الأمين» لم تأتِ اعتباطاً، بل هي ثمرة من المعاملة الحسنة طيلة 4 عقود
قبل الإسلام جعلت قريش خاضعة له في هذه الصفات، وأيضاً كان الصديق أبو بكر كذلك.
وإذا كان
الإنسان لا يمكنه أن يعيش بدون صداقة، فعليه أن يعرف أهم الطرق والخطوات التي
تمكنه من كسبها والحفاظ عليها:
1-
التخلص من غلظة القلب:
لا يمكن تصور أن
يعيش الإنسان أو يصنع صداقة مع إنسان غليظ القلب؛ ولذلك أثنى الله على نبيه عليه
السلام وحثه على أجمل الأخلاق ومكارمها، وأنه (وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ
لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران: 159).
2-
مشاورة الصديق:
مع تمام وكمال
عقل النبي صلى الله عليه وسلم، كان يشاور أصدقاءه حتى في أهم القرارات، وكثيراً ما
كان يقول: «أشيروا عليّ أيها الناس»، فالمشاورة تمنع العتب وتجبر الخاطر، وتقطع
طريق التنافر، وتستجلب الرأي الأصوب، وقد قيل: «من شاور الرجال شاركهم في عقولهم»؛
ولذلك جاء القرآن موجهاً للنبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه (وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي
الأَمْرِ) (آل عمران: 159).
3-
فن الإنصات:
من أهم خطوات
استمرارية الصداقة الإنصات إلى الصديق والاستماع إليه، فهو ليس مجرد أداة للاستماع
إليك فقط.
وقد كان عليه
السلام يتمتع بهذا الخلق الفريد حتى مع خصومه، كان يسمع لهم ويتحمل فظاظتهم،
وحينما يفرغون يقول رأيه ويعرض قضيته، ولذلك قال لعتبة بن ربيعة: «أفرغت يا أبو
الوليد» بعد طول استماع له.
وقد ذكر أحد
الخبراء أنه حينما توجه للحصول على دراسات عليا في إحدى العواصم الأوروبية وجد
مادة مقررة عليه بعنوان «فن الإنصات»، فتأمل فوجدها أنها كانت من لوازم النبي صلى
الله عليه وسلم والإسلام أسبق في ذلك.
4-
التغاضي عن زلات الصديق:
ولا يفوتنا أن
الشخص كان يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويعرف عنه ما لا يعرفه هو عن نفسه،
ومع ذلك لو ذكره له، كان يذكره له مداعباً محبباً له الإيجابيات والبعد عن
السلبيات.
وكان أحد
الأشخاص قد جلس إلى نساء بحيلة أن جمله ضلّ منه ويريد منهن أن يساعدنه في إعداد
حبل له، فعرف عليه السلام حيلته حينما مرّ به، فلما جاءه قال له: «ما فعل جملك
الشارد؟»، قال: قيّد الإسلام يا رسول الله، فتبسم عليه السلام وداعبه.
5-
الحذر من العبث بأعصاب الصديق ومشاعره:
من المهم تقدير
طباع الناس ومعرفة ما يبغضونه ويحبونه، فحينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف
خبراً موجعاً للنفوس، كان يحب ألا يذكره صراحة، ولكن كان يحب ذكره بالمعاريض حتى
لا يفتّ في أعضاد الناس؛ أي يكسر أعصابهم ويحطمها بثقل سماع الخبر الموجع، فمهما
كانت علاقتك بصديقك من المهم ألا تواجهه بشدة وقساوة الأخبار الموجعة.
6-
الرسالة والهدية:
في الحقيقة، هما
عنوان للصداقة الناجحة، ومعرفة طبع الصديق مهم في اقتناء ألفاظ وعبارات الرسالة
المرسلة، ونوعية الهدية المقدمة، وقد كان الصحابة يتحرون ما يحبه صلى الله عليه
وسلم ويهدونه له، وكان هو كذلك يبادلهم هذه المشاعر حتى مع أصحاب البادية حتى قال
لأحدهم الذي كان يهاديه: «أنت باديتنا ونحن حاضروك».
7-
الإفصاح عن الذات:
وهي نظرية في
علم النفس، فمشاركة المعلومات الشخصية مع شخص ما تساعد في بناء الألفة والثقة معه.