7 دوافع صهيونية لبقاء حرب غزة مفتوحة وتأخير الانتقال للمرحلة الثانية
تشير المعطيات
المنشورة في الإعلام العبري إلى جانب تقديرات مراكز الأبحاث «الإسرائيلية» مثل
معهد الأمن القومي، ومركز بيغن–السادات، إلى أن قرار إبقاء الحرب مفتوحة وتأجيل
الانتقال للمرحلة الثانية يتقاطع مع حسابات سياسية داخلية وأهداف إستراتيجية بعيدة
المدى، إضافة إلى توازنات إقليمية تعمل «تل أبيب» على إعادة صياغتها.
7 دوافع صهيونية لبقاء حرب غزة مفتوحة
1- منع عودة «حماس» سريعاً إلى المشهد السياسي والإداري:
تفيد تحليلات «القناة
12» وصحيفة «هاآرتس» العبريتين، أن وقف الحرب مبكراً يمنح «حماس» فرصة لإعادة بناء
شبكاتها العسكرية والأمنية، كما حدث في جولات سابقة.
لذلك، تستخدم
دولة الاحتلال التلويح المستمر باستئناف العمليات كوسيلة لاستنزاف الحركة، وكبح
قدرتها على الظهور بمظهر القوة الصامدة أو المنتصرة.
2- تحقيق مكاسب سياسية داخلية لنتنياهو:
ترى صحيفتا «يديعوت
أحرونوت» و«معاريف» و«القناة 13» أن نتنياهو يوظف استمرار الحرب كدرع سياسي يجنبه
لجان التحقيق في إخفاقات 7 أكتوبر، ويؤخر احتمالات الانتخابات المبكرة، ويؤمّن له
وقتاً إضافياً وسط تراجع شعبيته داخل اليمين؛ بمعنى أنه كلما طال أمد الحرب، تأخرت
لحظة المحاسبة.
3- إعادة رسم الواقع الجغرافي والميداني في غزة:
تشير دراسات
مركز بيغن–السادات إلى أن «إسرائيل» تتعامل مع الحرب كفرصة تاريخية لفرض وقائع
جديدة، تشمل إنشاء مناطق أمنية عازلة شمال وشرق القطاع، والسيطرة المباشرة على
الممرات الحدودية، ووضع ترتيبات أمنية طويلة الأمد تمنع إعادة بناء القدرات
العسكرية الفلسطينية، هذه المشاريع تتطلب وقتاً ووجوداً عسكرياً دائماً.
4- الضغط على الأطراف الإقليمية وإعادة تشكيل البيئة الإستراتيجية:
وفق تحليلات «القناة
14»، تعتمد «إسرائيل» على إطالة أمد الحرب كأداة ردعية ضد إيران و«حزب الله»،
ورسالة بأنها مستعدة لصراع طويل وممتد.
كما تسعى «تل
أبيب» لإثبات لواشنطن أنها الأكثر صلابة في مواجهة المحور الإيراني، في ظل خلافات
متصاعدة حول إدارة الحرب.
5- اختبار وتطوير التكنولوجيا والعقيدة القتالية:
ترى وزارة الجيش
«الإسرائيلية»، بحسب تقارير رسمية، أن الحرب تمثل مختبراً عملياً لاختبار جيل جديد
من المنظومات القتالية، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة ميدان المعركة،
وتقنيات الاستهداف الدقيقة، وتطوير تكتيكات القتال داخل المدن.
وتمنح الحرب
الطويلة الجيش فرصة لتحديث عقيدته استعداداً لحرب متعددة الجبهات.
6- غياب بديل جاهز لمرحلة ما بعد الحرب:
تدرك المؤسسة
الأمنية والسياسية في «إسرائيل» أن وقف الحرب يفرض حسم سؤال: من يدير غزة؟
فالسلطة
الفلسطينية غير جاهزة، والإدارة الدولية غير متفق عليها، ومشروع المجالس المحلية
الذي روّجت له «إسرائيل» فشل بالكامل.
لذلك، تفضّل «تل
أبيب» إبقاء الوضع معلقاً، بدلاً من الانخراط في ترتيبات سياسية تحملها أعباءً
مدنية واقتصادية ضخمة.
7- تحسين شروط أي صفقة مستقبلية:
يشير محللون «إسرائيليون»
إلى أن إطالة الحرب تمنح «تل أبيب» ورقة ضغط مركزية في أي صفقة تبادل أو ترتيبات
سياسية مستقبلية.
كل يوم إضافي في
الحرب يسمح لـ«إسرائيل» برفع سقف شروطها، وانتزاع تنازلات من الوسطاء، وفرض
ترتيبات أمنية أكثر تشدداً في أي اتفاق قادم.
وتجمع القراءات «الإسرائيلية»
الإعلامية والبحثية على أن إبقاء الحرب مفتوحة ليس ناتجاً عن تعثر ميداني فحسب، بل
هو قرار إستراتيجي يخدم مصالح سياسية، وعسكرية، وأمنية، واقتصادية.
وبالتالي، فإن
الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق يبقى بالنسبة لـ«إسرائيل» خطوة مؤجلة،
إلى أن تستنفد «تل أبيب» جميع أوراق الضغط وتعيد تشكيل الواقع بما يتوافق مع
أهدافها طويلة المدى.
اقرأ أيضاً:
لماذا فشل الاحتلال في حسم معركة غزة؟
قراءة في الخروقات «الإسرائيلية» للهدنة وعودة القصف