‏7 علامات تكشف تعرض طفلك للتنمر

محرر الأسرة

20 سبتمبر 2025

94

التنمر مفهوم عصري للسخرية والاستهزاء، التي حذر منها القرآن الكريم، قبل أكثر من 14 قرناً، فحرم الإيذاء والضرر الأدبي والمعنوي؛ قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الحجرات: 11)؛ قال ابن كثير، عن قوله (وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ): إن معناها عدم الإيماءات التي توحي للآخرين بالاستهزاء بهم، سواءً كانت بالنظر أو بالحركة أو بالكلام.

وقال تعالى: (وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ)؛ أي لا تقوموا بإطلاق أسماء على البعض يستاؤون منها عندما يستمعون إليها.

ومع بدء العام الدراسي الجديد، قد يكون طفلك أكثر عرضة للتنمر من قبل أقرانه، سواء ما يتعلق بشكله، أو لونه، أو حجم جسمه، أو هيئة ملابسه، أو طريقة كلامه، فقد يقال له: أنت سمين أو أنت قصير، أو أنت أسود أو يطلق عليه اسم أو لفظ يستاء منه.

وقد تطور الأمر في عصرنا الحالي، ليأخذ التنمر أشكالاً وصوراً عدة، عبر وسائل الاتصال والتواصل، فقد تطلق عليه شائعة، أو تصله رسائل كراهية، أو تعليقات مسيئة، أو تهديد بنشر فيديو له، أو تشويه صورته لدى الآخرين.

هناك علامات قد تفيدك في التعرف على ما إذا كان طفلك تعرض للتنمر في المدرسة أو لا، منها:

1- التوقف المفاجئ عن استخدام الهاتف أو الكمبيوتر، أو الشعور بقلق عند تلقي رسائل نصية ما، أو التخفي عند مطالعة جواله الخاص، أو انضمام أشخاص غير معروفين للعائلة لقائمة الأصدقاء على صفحته الشخصية، كل هذا يوجب التحري عن الأمر، ومراقبة الطفل عن بعد، واستخدام تطبيقات الأمان على هاتفه، والإبلاغ عن أي رسائل مسيئة تصل إليه.

2- تعرض الطفل لإصابات جسدية، وظهور كدمات في جسده دون معرفة سببها، أو رؤية كتبه ممزقة، وأدواته مهشمة، أو فقدان شيء منه، أو تلف ملابسه، حينها قد يكون تعرض لأذى، ويخشى الإبلاغ عنه، وهنا تجب مصارحته، ومعرفة ما حدث له، وفق موقع «ستوب بوليينغ» الأمريكي.

3- تكرار الشكوى من المرض أو التمارض، وتبرير الغياب عن المدرسة بأي مبررات غير منطقية، وتكرار الشكوى من آلام غير حقيقية، في محاولة منه لتجنب المتنمر، والإفلات منه بالغياب؛ لذا يجب التنبه لذلك، ومنح الطفل ثقة في نفسه، وإقناعه بالقدرة على مواجهة التنمر.

4- العزلة في غرفة النوم، واعتكاف الطفل في غرفته لأوقات طويلة، ورفضه الجلوس على مائدة واحدة مع أسرته، وملاحظة زيادة تعلقه بالأهل، والإصرار على اصطحاب والديه أو أحدهما عند الذهاب لقضاء أمر ما أو شراء شيء، والصمت الطويل، فهذا تغير واضح في سلوكه ينافي ما كان عليه في السابق؛ الأمر الذي يستوجب كسر تلك العزلة، ومعرفة أسبابها، دون عصبية أو صوت عال، بل بالاحتواء والحوار.

5- التراجع المفاجئ في مستواه الدراسي، والشكوى من صعوبة التركيز، وقلة التحصيل الدراسي، وتدهور النتائج؛ ما يحتم التواصل بين الأسرة والمدرسة، وبناء علاقة جيدة مع معلميه؛ لأن التنمر قد يكون مشكلة معقدة، وله أكثر من شكل يتعرض له الطفل من أكثر من طرف؛ لذا التواصل الجيد مع المؤسسة التعليمية أو التربوية سيكون عاملاً فعالاً في وقف ذلك السلوك، مع تدريب الأبوين للطفل على التواصل المنفتح مع الأطفال، وإدارة الموقف في حال التعرض لمشكلة، وطلب المساعدة من المعلم.

6- صعوبة النوم أو الكوابيس المتكررة، والشعور المتكرر بالقلق والتوتر، قد يكون علامة على تعرض طفلك لأذى جسدي أو معنوي، كذلك تلعثمه في الكلام، أو الارتباك المتكرر عند أي موقف، حتى ولو كان بسيطاً، ويمكن هنا مراجعة الطبيب، أو الاختصاصي النفسي في المدرسة، أو التواصل مع معلميه لمعرفة السبب، حيث يكمن الخلل في أحيان كثيرة في أن الكثير من حوادث التنمر لا يتم الإبلاغ عنها، وأن 20% منها فقط هو ما يتم الإبلاغ عنه، وفق دراسة أمريكية.

7- تنازل الطفل عن مصروفه وألعابه لأحد إخوته، بشكل متكرر، أو منح طعامه ووجبته المفضلة للآخرين، أو ظهور تغير في عاداته اليومية، فقد لا تلتفت المدرسة إلى الحالات التي لا تعتبرها تنمراً، أو لم يتم الإبلاغ عنها بشكل صريح.

وقد أفادت دراسة أجريت في سنغافورة عام 2021م، بأن حوالي 70% من أولياء الأمور أفادوا بتعرض أطفالهم للتنمر، كما أن معظم الضحايا يمتنعون عن إخبار معلميهم، لذلك يعد اهتمام الوالدين بطفلهما، ورصد أي تغيرات تطرأ عليه وعلى سلوكه، عاملاً فارقاً في مواجهة التنمر.



اقرأ أيضاً:

10 أخطار للتنمر

ظاهرة التنمر في المدارس ومواقع التواصل: الأسباب والعلاج التربوي والمجتمعي


تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة