المعلم الأحكم
أَطَلَّ عَلَى الدُّنْيَا مُعَلِّمُنَا

يَا خَيْرَ مَنْ أَرْسَلَ الرَّحْمَنُ تَكْرِمَةً ** لِأُمَّةِ الْخَيْرِ
تَعْلِيمًا وَإِرْشَادَا
وَخَيْرَ مَنْ قَالَ بِاسْمِ اللهِ مُبْتَدِئًا
** مَسِيرَةَ الزَّحْفِ تَهْيِيئًا وَإِعْدَادَا
وَخَيْرَ مَنْ جَنَّدَ الْأَجْنَادَ
مُعْتَمِدًا ** مَعَالِمَ الْوَحْيِ تَرْتِيبًا وَإِسْنَادَا
وَخَيْرَ مَنْ سَاسَ بِاسْمِ اللهِ أُمَّتَهُ
** حَتَّى غَدَا أَصْلَبُ الرَّأْيَيْنِ مُنْقَادَا
وَخَيْرَ مَنْ أَبْلَغَ الْآفَاقَ دَعْوَتَهُ
** بِحِكْمَةِ الرَّأْيِ إِنْ آخَى وَإِنْ عَادَى
عَلَيْكَ مِنَّا صَلَاةٌ لَا انْقِطَاعَ لَهَا
** تَتْرَى تُوَاصِي بِهَا الْآمَادُ آمَادَا
يَا بَاعِثًا مِنْ رَمِيمِ الْجَهْلِ
كَوْكَبَةً ** أَنَارَتِ الْكَوْنَ آفَاقًا وَأبعادا
طَهَّرْتَهَا مِنْ ظَلَامِ الشِّرْكِ
فَائْتَلَقَتْ ** بِنُورِ هَدْيِكَ أَرْوَاحًا وَأَجْسَادَا
تَاهَتْ خُطَانَا وَتَاهَ الدَّرْبُ مُذْ
نَجَمَتْ ** طَلِيعَةٌ تَخِذَتْ نَهْجَ الْعِدَا زَادَا
فَشَرَّقَتْ تَبْتَغِي فِي الشَّرْقِ
غَايَتَهَا ** وَغَرَّبَتْ تَنْشُدُ التَّغْرِيبَ إِنْشَادَا
لَا الشَّرْقُ دَلَّ الرِّفَاقَ الْحُمْرَ عَنْ
سَبَبٍ ** إِلَى النُّهُوضِ وَلَا الْغَرْبُ الَّذِي سَادَا
هُمَا هُمَا مُذْ بَرَا الْبَارِي شُعُوبَهُمَا
** تَهْوَى الْحَيَاةَ شَقَاوَاتٍ وَإِلْحَادَا
لَمْ تَلْتَزِمْ كُتُبًا أَوْ تَتَّبِعْ
رُسُلًا ** بَلْ نَاوَأَتْهَا لِدِينِ الشِّرْكِ إِرْصَادَا
حَتَّى أَطَلَّ عَلَى الدُّنْيَا مُعَلِّمُنَا
** فَزَلْزَلَ الْحَقُّ لِلطَّاغُوتِ أَوْتَادَا
وَالْيَوْمَ ثَانِيَةً تَهْتَزُّ فِي يَدِنَا
** بَيَارِقُ الْحَقِّ إِتْهَامًا وَإِنْجَادَا
يَمْضِي عَلَى سُنَّةِ الْمُخْتَارِ
مَوْكِبُنَا ** يُسَابِقُ الضَّوْءَ مِيقَاتًا وَمِيعَادَا
يُعَاهِدُ الْأَحْمَدَ الْمَحْمُودُ مَنْهَجُهُ
** عَنِ الْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَاءِ مَا حَادَا
فَكُنْ لَهُ يَا نَصِيرَ الْحَقِّ نَاصِرَهُ **
عَلَى أَعَادِيهِ مِمَّنْ خَانَ أَوْ هَادَا
وَامْكُرْ لَهُ إِنَّ كَيْدَ الْكَائِدِينَ
لَهُ ** يَكَادُ يَقْتَلِعُ الرَّاسِيْ إِذَا كَادَا
وَهَبْ لَنَا مِنْكَ رُشْدًا فِي تَعَجُّلِنَا
** إِلَى مَرَاضِيكَ أَفْوَاجًا وَآحَادَا
عُرْبًا وَفُرْسًا عَلَى نَهْجٍ يُوَحِّدُنَا
** دِينُ الْحَنِيفَةِ أَتْرَاكًا وَأَكْرَادَا
إِمَامُنَا أَحْمَدُ الْهَادِي وَسِيرَتُهُ ** أَمْجَادُنَا
فَاتْرُكُوا أَمْجَادَ مَنْ بَادَا
مِنَ الْفَرَاعِينِ أَوْ آَشُورَ أَوْ سَبَأٍ
** أَوِ الْمَهَالِيكِ مِمَّنْ عَاصَرُوا عَادَا
عَهْدًا لِمَنْ صَنَعُوا أَمْجَادَ أُمَّتِنَا
** أَنَّا عَلَى الدَّرْبِ آبَاءً وَأَحْفَادَا