«اتفاق أوسلو» مات ويجب دعم نضال الشعب الفلسطيني

المجتمع

02 يناير 2019

42

قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي في حوار مع «المجتمع» حول عدة ملفات على الساحة الفلسطينية: إن «اتفاق أوسلو» الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال عام 1993م مات ولم يعد قائماً، وعلى الشعب الفلسطيني سلوك كافة طرق المقاومة لاسترجاع حقوقه المشروعة.

وأشار البرغوثي إلى أن خطوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحل المجلس التشريعي والدعوة لانتخابات جديدة تكرس الانفصال بين قطاع غزة والضفة المحتلة، ولا تخدم على الإطلاق القضية الفلسطينية، التي هي الآن بحاجة إلى الوحدة الوطنية لمواجهة مخططات التصفية.

في ظل التصعيد الصهيوني المتواصل، ما الخطوات الفلسطينية المطلوبة لمجابهته والتصدي لمخططات واشنطن لتصفية القضية الفلسطينية؟

- لا بديل عن المقاومة والكفاح، لأن الوضع مع هذا المحتل وصل لمرحلة نكون أو لا نكون، لا يمكن أن نسمح للحركة الصهيونية بتنفيذ مخططاتها في فلسطين، وإعادة تهجير الشعب الفلسطيني مرة أخرى، ما يواجهه الشعب الفلسطيني هو نظام فصل عنصري قائم على «الأبرتهايد»، وأسوأ نظام سياسي في تاريخ البشرية الحديث، يجب التوحد في هذا النضال وبناء إستراتيجية وطنية تقوم على المقاومة من أجل مجابهة هذا الاحتلال العنصري، الاحتلال لا يفهم إلا لغة المقاومة والصمود على هذه الأرض، ولن يرفع الشعب الفلسطيني إلا راية الانتصار.

ما الوسائل التي يمكن فيها مقاومة الاحتلال ومحاصرته على الصعيدين العربي والدولي؟

- يجب تفعيل حركة المقاطعة الدولية لهذا الاحتلال، وأن يشعر هذا المحتل من خلال حركة مقاطعة دولية أنه محاصر، ويتكبد خسائر سياسة واقتصادية جراء هذه المقاطعة، بالمناسبة حققت حركة المقاطعة الدولية (BDS) نجاحاً كبيراً على صعيد المنظمات والنقابات والاتحادات والجامعات في فرض عزلة على هذا الاحتلال، وهناك خسائر بالمليارات جراء نجاح حركة المقاطعة هذه في إقناع الكثير من بلدان العالم بوسم منتوجات المستوطنات؛ مما كبد اقتصاد الاحتلال مليارات الدولارات، يجب أن يشعر الاحتلال أنه يدفع فاتورة عمليات القتل والاستيطان والإرهاب الذي يستهدف به الشعب الفلسطيني.

باعتقادك، هل الشعب الفلسطيني قادر في نضاله على إسقاط المشروع الصهيوني، الهادف لتصفية القضية الفلسطينية؟ 

- الشعب الفلسطيني سينتصر لأنه صاحب حق، وصاحب الأرض لا يتنازل عن أرضه، والاحتلال بقوة السلاح والعتاد استولى على الأرض الفلسطينية واستوطن فيها، وكل يوم يقوم بإقامة مستوطنات جديدة، لكنه فشل في إخراج الفلسطينيين من أرضهم، اليوم الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين التاريخية أكبر من عدد «الإسرائيليين»، ويتفوق عليه بالعدد، على الرغم من كل أساليب التهجير، وسنواصل الصمود والمقاومة على أرض فلسطين وبكافة الوسائل، هذه الأرض أرضنا والمقدسات هي مقدساتنا، ولا توجد قوة على وجه هذه الأرض تستطيع طمس الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وكل محاولات اللوبي الصهيوني وإدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترمب» شطب الحقوق الفلسطينية وعلى رأسها حق عودة اللاجئين إلى ديارهم وقضية القدس ستبوء بالفشل، وستتحطم على صخرة الصمود الفلسطيني، الذي يجب تعزيزه من قبل العرب والمسلمين وأحرار العالم.

كثيراً ما قيل بحق «اتفاق أوسلو» الذي دفنه الاحتلال قبل عقدين من الزمن وما عاد يعترف به، أنت كسياسي فلسطيني كيف تنظر إليه؟3017.jpg

- «اتفاق أوسلو» منذ البداية كان اتفاقاً فاشلاً، وكان كارثة وخطأ كبيراً على كل النواحي الإستراتيجية وحتى الوطنية، لكنه مات وانتهى، وبالمناسبة الذي مات في شوارع رام الله ونابلس والخليل وفي قطاع غزة ليس الشهداء فهم أحياء عند ربهم، إنما «اتفاق أوسلو»، لا يمكن بعد اليوم الحديث عن أي مسار للمفاوضات مع الاحتلال، هذا النهج جربناه ربع قرن، وكانت النتيجة الكارثية على الشعب الفلسطيني، ويجب تدعيم المقاومة الوطنية.

برأيك، أين ستكون النهاية مع هذا الاحتلال الغاشم الذي يتنكر لكافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني؟

- النهاية هي النصر، نحن واثقون من النصر بعون الله تعالى، لأن هناك إيماناً عميقاً بعدالة القضية الفلسطينية، وأن العطاء الرائع من الصمود والثبات والتضحيات الجسام التي يقدمها الشعب الفلسطيني، ما هي إلا مقدمة للنصر والتحرير، ولن نسمح للاحتلال أن يزرع في نفوسنا الشك بالنصر، فكل شعب مقاوم  للاحتلال في النهاية ينتصر على الاحتلال، وكذلك الشعب الفلسطيني سيواصل المقاومة والصمود والتشبث على أرضه من أجل أن يحقق حق تقرير المصير والخلاص من الاحتلال الغاشم، على العالم أن يعمل على رفع الغطاء عن الاحتلال، وأن يحاسب هذا الاحتلال على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، وقد قال رئيس جنوب أفريقيا الراحل «نيلسون مانديلا»: «إن حريتنا لن تكتمل إلا بحرية الشعب الفلسطيني، والقضية الفلسطينية هي قضية العدالة الأولى في العالم، وعلى العالم مساندة الشعب الفلسطيني في نيل حريته والخلاص من الاحتلال».  

كيف تعقّب على قرار الرئيس عباس حل المجلس التشريعي والدعوة لانتخابات عامة خلال ستة أشهر؟

- حل المجلس التشريعي سيعمق الانقسام الداخلي بشكل خطير ويعيق العمل للوصول للمصالحة، المادة (47 مكرر) من القانون الأساسي الفلسطيني تنص على أن «مدة ولاية المجلس التشريعي تنتهي بعد أداء أعضاء المجلس الجديد المنتخب اليمين الدستورية»، المجلس التشريعي هو الهيئة الوحيدة المنتخبة شعبياً ومباشرة من الشعب بالإضافة إلى الرئيس، وبدون شك سيكون لهذا القرار تداعيات خطيرة على المشهد السياسي الفلسطيني برمته، وبات الآن الأفق مغلقاً أمام أي مصالحة وطنية، والشراكة السياسية تتم بالتوافق والمصالحة وليس حل المؤسسات مثل «التشريعي».

الكويت قدمت -وما زالت- الكثير للقضية الفلسطينية على كافة الأصعدة، ماذا تقولون للدولة الشقيقة؟ وهل من رسالة لها؟ 

- أريد أن أوجه رسالة شكر لدولة الكويت؛ أميراً وقيادة وشعباً، على تضامنهم ودعهم للشعب الفلسطيني، الكويت تقف موقفاً حازماً وصارماً تجاه أي تطبيع مع الاحتلال، وإصرارها على الدوام على حل عادل للقضية الفلسطينية وإحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، هذه المواقف التاريخية من قبل دولة الكويت ليست جديدة عليها، فقد سخرت كل إمكاناتها لخدمة القضية الفلسطينية منذ انطلاق الثورة الفلسطينية، فهي من أوائل من احتضن الثورة الفلسطينية، أوجه التحية لحركة المقاطعة في الكويت للاحتلال والتطبيع، وهذا يدعم الموقف الرسمي الكويتي المساند للشعب الفلسطيني، وهذا الدور العظيم لن ينساه التاريخ وسيكتبه بحروف من نور، شكراً لهم وحفظهم وأدامهم الله سنداً للأمة.

الرابط المختصر :

كلمات دلالية

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة