حميدان التركي.. السجين الذي أسلم على يديه الأمريكيون

شغلت قضية المواطن السعودي حميدان التركي الرأي العام لقرابة 20 عامًا، وطالبت حملات سعودية وعربية بضرورة الإفراج عنه وإعادته إلى وطنه، وهو ما سيتحقق قريباً بعد قصة صمود وراء القضبان نشر خلالها الإسلام بين السجناء الأمريكيين.

التركي زُجّ به في السجون الأمريكية وعمره 37 عاماً، وخرج وهو في عمر 57 عاماً، لكنه خرج معتزاً بدعوته ودينه، مظفراً بدخول عشرات الأمريكيين في الإسلام بعد إسلامهم على يديه، رغم ما عاناه وكابده من اضطهاد.

وقد أطلق سراح التركي بعد سنوات قضاها في السجون الأمريكية؛ نتيجة جهود السفارة السعودية بقيادة السفيرة ريما بنت بندر بن سلطان، وتترقب المملكة وصوله إلى أراضيها.

بداية القصة

استهدف حميدان التركي في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2002م؛ لكونه مسلماً، وقدم التماسات عدة، وبناءً على التماس أخير وافقت المحكمة على إطلاق سراحه.

كانت قناة «الإخبارية» السعودية قد نقلت عن مصدر مطلع في الولايات المتحدة الأمريكية، قوله: إن قرار الإفراج عن حميدان التركي صدر بعد 3 أيام من المداولات لنقض الحكم الصادر ضده منذ أكثر 19 عاماً.

ونقلت الصحف الأمريكية عن مكتب المدعي العام في ولاية كولورادو الأمريكية، أنه تم الإفراج عن التركي، وهو موجود حالياً في سجن الهجرة بانتظار ترحيله للسعودية.

وقضى التركي حوالي 20 سنة من عمره في السجون الأمريكية بسبب معلن وهو: «حجز جواز عاملته الإندونيسية وسرقة أموالها وإسكانها في البدروم وعدم دفع مستحقاتها المالية»، وغيرها من التهم الكاذبة.

ولكن حقيقة مغايرة للرواية الأمريكية، كشفها التركي في مقطع فيديو تم تداوله على منصة «إكس»، قال خلاله: إن المخابرات الأمريكية هددته، أنها إذا لم نقدر عليك من الخادمة سنقدر عليك من الضرائب، وإذا لم نقدر عليك من الضرائب، فسوف نبحث في الأرض على أي شيء لإدانتك.

ساوموه بضرورة إنقاذ نفسه وعائلته، وذلك بالموافقة على الطلب الذي سيقدم له من قبل المباحث الفيدرالية، وعند سؤاله حول هذا الطلب المقدم له أجاب التركي: إنه طلب منه أن يعمل مع المباحث الفيدرالية.


إسلام السجناء

رغم قسوة الاعتقال وظروف محبسه، لم ينسَ التركي أمر دعوته، بل كان نشطاً داخل السجن متفاعلاً مع السجناء، الذين كانوا يقدمون له أسئلة حول الإسلام مكتوبة على ورقة، ويقوم هو بالإجابة عنها في اليوم التالي.

وكان ذلك في فترة حبسه الانفرادي؛ حيث كان يستطيع الالتقاء بباقي المساجين لساعة واحدة فقط في اليوم، وقد اتصفت معاملة السجناء له بالاحترام لاشتهار قضيته على صعيد الإعلام الأمريكي.

كما كشف صهر التركي؛ حسين خنيزان، في وقت سابق، أنه زاره بسجن لايمون في ولاية كولورادو الأمريكية؛ الذي يعد الأشد خطورة على مستوى أمريكا بعد سجن جوانتانامو.

وذكر خنيزان أن موعد الزيارة تحدد بعد موافقة السفارة السعودية، وحين وصوله إلى مقر سجن لايمون تمت مراحل التفتيش الدقيقة عبر ممرات ومداخل السجن.

وتابع قائلاً: دخلت صالة زوار السجناء، لكن قالوا: لا يمكن زيارة التركي في الصالة كبقية السجناء، بل في غرفة مغلقة ذات حاجز زجاجي، وكاميرات مراقبة.

واصل حديثه: جلست أترقب الزجاج، وإذا بحميدان معه 3 حراس ومقيد بسلاسل في يده وفي خصره وعلى قدميه.

وعند وصوله: بادرني بإلقاء السلام ووجهه يتهلل فرحاً ورحب وبالغ في الترحيب، منوهاً بأن الزيارة استمرت 5 ساعات لم يشعرا بها، وأن حميدان أسلم على يده أكثر من 26 سجيناً.

ونقل عن التركي الذي أتم حفظ القرآن كاملاً، قوله: «بعد نقلي للحبس الانفرادي منذ أسبوعين وجدتها فرصة لمراجعة الحفظ والحديث».


‏لماذا اعتنقت الإسلام؟ |  Mugtama
‏لماذا اعتنقت الإسلام؟ | Mugtama
  مرة بعد مرة، يُلقى عليّ السؤال: لماذا اعتن...
mugtama.com
×


نهاية سعيدة

نهاية سعيدة

وفق نجل التركي، فإنه تم نقل والده إلى سجن الهجرة تمهيداً لاستكمال إجراءات ترحيله إلى السعودية.

وتابع قائلاً: الحمد لله حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه، والحمد لله الذي وعد بنصر عباده المؤمنين، فأوفى وأجزل، بحسب وسائل إعلام سعودية.



معلومات موجزة

- ولد حميدان علي التركي عام 1969م في مدينة رفحاء بالمملكة العربية السعودية، وسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1995م مع زوجته وأبنائه الخمسة ضمن بعثة أكاديمية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لدراسة الصوتيات، إذ حصل على درجة الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة دنفر بولاية كولورادو.

- اعتقل هو وزوجته في نوفمبر 2004م، بتهمة مخالفة أنظمة الإقامة والهجرة، وأُفرج عنهما لاحقًا، لكن في يونيو 2005م، اعتُقل مجددًا بتهم تتعلق بإساءة معاملة خادمته الإندونيسية.

- في أغسطس 2006م، حُكم عليه بالسجن لمدة 28 عامًا.

- وفي فبراير 2011، تم تخفيف الحكم إلى 8 سنوات، بسبب حسن سلوكه وتأثيره الإيجابي داخل السجن، بناءً على شهادة آمر السجن.

- وفي 9 مايو 2025م، أفرجت السلطات الأمريكية عن التركي بعد قضائه قرابة 20 عامًا في السجن، وحاليًا، هو رهن الاحتجاز لدى إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية، ومن المتوقع ترحيله إلى السعودية في أقرب وقت.

×

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة