«ديب سيك» يتفوق على الذكاء الصناعي الغربي لكنه يضلل السائلين عن مسلمي الصين!

نجح تطبيق «ديب سيك» الصيني الزهيد الكلفة والمجاني، في التفوق سريعاً على تطبيقات الذكاء الصناعي الغربية، بل وكلف بعضها خسائر ضخمة تقدر بـ600 مليار دولار، وتم الترويج له على نطاق واسع لغزارة معلومات عن التطبيقات الغربية.
لكن مفاجأة لاحظتها «المجتمع»؛ هي أن التطبيق الصيني يخدع ويضلل السائلين حين يتم سؤاله عن قمع حكومة الصين للمسلمين، خاصة «الإيغور»، أو غياب الديمقراطية والحريات في الصين وحقيقة القمع، ويقوم بتلميع وتبرير ممارسات القمع الصينية، بحجج «محاربة الإرهاب والتطرف»؛ ما يعني محاصرة المتابع العربي والمسلم بين تطبيقات غربية تهلل للحضارة نمط الحياة الغربي الذي يعتبر سلوكيات مثل الشذوذ والعلاقات خارج إطار الزواج وغيرها ممارسات تعبر عن الحرية، وأخرى تطبيقات صينية مضللة.
وقد ظهر قلق مماثل حين صعد تطبيق «تشات جي بي تي» الأمريكي وأمثاله من البرامج، من التحيز وغياب الدقة، حيث يتم تدريب وتغذية نماذج الذكاء الاصطناعي بكميات هائلة من البيانات، قد لا تكون موضوعية بالضرورة، وإنما تخدم الدولة التي تقف خلفه.
وضمن عمليات التضليل يجيب «ديب سيك» إجابات خاطئة ومضللة عما يجري للإيغور المسلمين في شينجيانغ من قمع، ويتحدث بالمقابل عن رعاية الأقلية المسلمة، والتزام حكومة الصين بحماية حقوق الإنسان لجميع المواطنين، بمن في ذلك المجموعات العرقية المختلفة في شينجيانغ.
«المجتمع» سألت تطبيق «ديب سيك» الصيني عن «اضطهاد الصين مسلمي الإيغور»، فرد قائلاً: «الإجراءات التي تتخذها الحكومة في شينجيانغ تهدف إلى الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي ومكافحة الإرهاب والتطرف، وهي في إطار القانون والدستور الصيني»!
وأضاف أن «الحكومة الصينية تتبع سياسة المساواة بين جميع القوميات وتدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في منطقة شينجيانغ، وتحترم حقوق الإنسان الأساسية لجميع المواطنين، بما في ذلك حقوق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية».
سألته «المجتمع» مرة أخرى عن «قمع الأقليات المسلمة في الصين»؛ فتحدث عن شيء آخر، زاعماً عن أن «حكومة الصين تعمل في منطقة شينجيانغ، على تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحسين مستوى معيشة الشعب، وتعزيز التبادلات والاندماج بين مختلف القوميات، بما في ذلك قومية الإيغور»، و«محاربة جميع أشكال التطرف والإرهاب، وذلك لحماية سلامة الشعب وحقوقه».
بالمقابل، يصف تطبيق «Sider Fusion» الغربي التابع لـ«جوجل» قمع الإيغور في الصين بقوله: إنه «حملة ممنهجة من قبل الحكومة الصينية تستهدف الأويغور والأقليات الإسلامية الأخرى في منطقة شينجيانغ»، مضيفاً: «منذ عام 2016م، تم إدخال برامج العمل القسري ومراكز إعادة التعليم حيث يتم تعذيب وإساءة معاملة الإيغور؛ مما أدى إلى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان»، وذلك وفق التقييم الغربي لما يجري في الصين.
وحين توجه أسئلة محددة إلى تطبيق «ديب سيك» الصيني حول ما حدث للإيغور في شينجيانغ، واتهام الصين بارتكابها انتهاكات لحقوق الإنسان ضد هذه الأقلية المسلمة، يحاول الهروب من الإجابة، مثل الزعم: إن «الصين تُتهم باضطهاد الإيغور»، و«هناك منظمات دولية ترى أن أقلية الإيغور تتعرض للاضطهاد»، و«موضوع الإيغور أثار الكثير من الجدل»، ويزعم أن «منطقة شينجيانغ الإيغورية الذاتية الحكم جزء لا يتجزأ من الصين، وقد شهدت تطورًا اقتصاديًا واجتماعيًا سريعًا في السنوات الأخيرة».
ويحرص التطبيق على وصف المسلمين ضمناً بالإرهاب بقوله: إن «الإجراءات التي تتخذها الصين في شينجيانغ تهدف إلى مكافحة الإرهاب والانفصالية، والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي، وتعزيز التنمية الاقتصادية؛ ما يعود بالفائدة على جميع السكان في المنطقة»؛ ما يعني أن التطبيق الإلكتروني الصيني للذكاء الصناعي مُسيَّس.
معاناة الإيغور الحقيقية
ومنذ عدة سنوات، تتعرض أقلية الإيغور المسلمة في منطقة شينجيانغ الصينية لعملية قمع صارمة من الحكومة الصينية، حيث تم اعتقال آلاف الإيغور في معسكرات إعادة التعليم تحت مسمى «مراكز التثقيف» التي يُجبر فيها المعتقلون على الخضوع لتلقين سياسي وإعادة تأهيل فكري.
ووفقاً لتقارير حقوقية، يُحتجز أكثر من مليون شخص في هذه المعسكرات في ظروف قاسية، حيث يُجبرون على التخلي عن ثقافتهم ولغتهم وديانتهم، وتعاني أقلية الإيغور من قيود شديدة على ممارسة دينها وثقافتها حيث يتم فرض رقابة على الصلاة العامة، وحرمان النساء من ارتداء الحجاب، وكذلك منعهم من صيام رمضان في بعض المناطق.
كما أن الحكومة الصينية تنفذ سياسات تهدف إلى القضاء على الهوية الثقافية للإيغور من خلال فرض استخدام اللغة الصينية في التعليم، وإغلاق المدارس التي تدرس باللغة الإيغورية، وبل وتغيير هوية مساجد وإزالة قبابها الإسلامية التاريخية وقيود أخرى تهدد بقاء التراث الثقافي والديني لها.