«قافلة الصمود» المغاربية.. من تونس إلى غزة في وجه الحصار
بعد أيام من
اعتراض قوات الاحتلال الصهيوني لسفينة «مادلين» في عرض البحر واعتقال من كانوا على
متنها من نشطاء أحرار، انطلقت الإثنين 10 يونيو الجاري قافلة الصمود المغاربية، في
أضخم تحرك بري شعبي يشهده العالم العربي دعمًا لغزة منذ بدء حرب الإبادة.
من العاصمة التونسية، سارت القافلة بمبادرة من «تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين»، ويقودها أكثر من 1500 ناشط من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، على أن ينضم إليهم متضامنون من ليبيا ومصر.
وتسير القافلة عبر طريق بري يمتد من تونس إلى الحدود الليبية، ثم عبر ليبيا حتى حدود مصر، لتتجه نحو معبر رفح البري، ومن المتوقع وصولها إلى القاهرة يوم الخميس، على أن تصل إلى المعبر الحدودي مع غزة الأحد المقبل، وفقًا لما أعلنه المنظمون عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ورغم أن القافلة
لا تحمل مساعدات مادية، فإنها تمثل فعلًا رمزيًا ذا دلالة كبيرة، ضمن الحراك
العالمي لكسر الحصار المفروض على غزة، التي وصفها تقرير أممي مؤخرًا بأنها «أكثر
أماكن الأرض جوعًا».
ونقلت وكالة «الأناضول» عن المنسق الإعلامي للقافلة، ياسين القايدي، أن الهدف الأساسي هو توصيل رسالة شعبية مغاربية وعربية ضد العدوان، وتثبيت حق الفلسطينيين في الحياة والحرية.
تفاعل واسع
منذ لحظة انطلاقها، حظيت القافلة بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وتناقل الناشطون صور الحافلات التي تحمل أعلام فلسطين، وشعارات «الشعب يريد كسر الحصار» و«فتح المعابر واجب» و«غزة رمز العزة».
وفي طريقها عبر المدن التونسية، خرج الأهالي لاستقبال القافلة، وهتفوا للحرية ولغزة، رافعين أعلام تونس وفلسطين، كما زُيِّن مقر إقامة القافلة في مدينة الزاوية الليبية بصور لرموز المقاومة، مثل عمر المختار وأبو عبيدة الناطق العسكري باسم «كتائب القسام».
الكاتب
الفلسطيني فايز أبو شمالة كتب: غزة تدوس على اتفاقية «سايكس بيكو»، وتلملم حول
جراحها الأمة العربية الناهضة، مؤكدًا أن قافلة الصمود تعبّر عن وحدة المصير
والمستقبل العربي، من موريتانيا والمغرب إلى فلسطين.
أما الناشط الفلسطيني يونس أبو جراد فقال: إنها ليست مجرد قافلة، بل تجسيد عملي لتاريخ مشترك من النضال ضد الاستعمار، ومن الجدير أن تصل ليس فقط إلى معبر رفح، بل إلى غزة العزة والكرامة.
دعم ومناشدات
من جهتها، باركت
مؤسسة «أمناء الأقصى»، برئاسة أ.د. عصام البشير، هذه المبادرة، ودعت إلى إسنادها
سياسيًا وحقوقيًا وإعلاميًا، وتكثيف مثل هذه المبادرات الشعبية، لتتحول إلى طوفان
بشري يُحرج الاحتلال ويُربك غطرسته.
كما ناشدت
المؤسسة الدول التي تمر بها القافلة إلى تسهيل عبورها وضمان أمنها وسلامة
المشاركين فيها.