مغامرات «عمر وجدو» الرمضانية (29)
الخير كل يوم

علامات الحزن
كانت واضحة على عمر على غير العادة، فهو دائم الابتسامة الجميلة التي تزيده جمالاً.
جلبت هذه
الملامح سؤال جدو عن سببها.
عمر، وما زال
الحزن مخيم على ملامحه: لا أريد أن ينتهي رمضان، أحببت الصيام، والدعاء، وصلاة
التراويح، وقيام الليل، وأعمال الخير التي قمنا بها في رمضان.
جدو بابتسامة
تحمل الكثير من الحب: أحقاً هذا الذي يحزنك.
عمر هز رأسه:
نعم يا جدو.
نزل جدو وجلس
على إحدى قدميه، واحتضن عمر: كل يوم تزيدني من الإعجاب بك، أسأل الله أن يبارك بك
ويجعل لك شأناً عظيماً في خدمة الإسلام العظيم.
عمر: آمين.
جدو: حبيبي يا عمر،
انتهاء رمضان لا يعني انتهاء العبادات من الصلاة، وتلاوة القرآن وقيام الليل،
الحمد لله الذي جعل كل أيامنا عبادات.
والمؤمن الحق
الذي يطيع الله تعالى ويتبع سُنة نبيه صلى الله عليه وسلم كل أيام عمره.
بدأت ملامح
الفرح تشرق من جديد على ملامح عمر، وهو يستمع إلى كلام جدو الجميل.
عمر بابتسامة
عريضة: يعني يا جدو سنواصل أعمال الخير.
جدو وهو ينظر
إلى عمر بكثير من الحب: إن شاء الله.
عمر: تذكرت، كدت
أن أنسى، لقد طلبت ماما أن أحضر لها بعض الأشياء من البقالة.
جدو: سنذهب معاً.
اشترى جدو
الأغراض التي تحتاجها فاطمة، واشترى كذلك علبة من البسكويت اللذيذ.
جدو: هذه علبة
البسكويت يا عمر هدية لك ولأصدقائك الطيبين الذين كانوا يحبون المشاركة بأعمال
الخير.
فرح عمر جداً
بها، وبالفعل وزعها على أصدقائه قبل أن يصل البيت، وكان قد احتفظ بـ5 قطع لأفراد
عائلته.
والجميل أن
العائلة تحب أن تجلس بفترة زمنية ليست بالقصيرة على مائدة الإفطار، حيث إنهم
يحرصون على الدعاء، والحث على أعمال الخير، والاتفاق على تنفيذها.
وكانت هذه المرة
مائدة الطعام تحتوي على العديد من الهدايا الجميلة، فقد أعددتها فاطمة؛ هدية إلى
زوجها الذي كان يهتم بعائلته ويبذل مجهوداً حتى يوفر لهم ما يحتاجون وخاصة في رمضان.
وهدية إلى جدو
الغالي الذي كانت لا تميزه بالحنان والعطف عن والدها، فكان كثير الاحترام والعطف
عليها فكان يعاملها مثل بناته.
وهدية لعمر،
وهدية جميلة إلى ريتال، اللذين كان لهما بصمات جميلة بحب الخير ومساعدة والدتهما
واحترام والدهما وجدهما.
وقبل أذان
المغرب، أخذ جدو بالدعاء بأن يحفظ الله عائلته، وأن يتقبل صيامهم وصلاتهم وقيامهم،
وأن يعم الخير والأمن والأمان، ويحفظ الإسلام والمسلمين، ويفرج كرب غزة، وسائر
بلاد المسلمين، وأن يحرر المسجد الأقصى.
والجميع يردد:
آمين.
كن مثل عمر يطيع
الله ويحب الخير، ويحافظ على صلاته، وصيامه، ليس في رمضان فحسب، بل في كل أيام
عمره.