مغامرات «عمر وجدو» الرمضانية (28)
زكاة الفطر

كان جدو يجلس في
الصالون ويضع النقود في مظاريف، ويكتب عليها بخطه الجميل: «تقبل الله منا ومنكم
الطاعات».
كانت ريتال
بجوار جدو تنظر إليه وهي مبتسمة، وهو يلاعبها ويضحكها بين فترة وأخرى.
رن جرس المنزل،
ركضت ريتال لتفتح الباب، ورغم أنها تعلم أنه موعد قدوم عمر من المدرسة، فإنها لم
تفتح الباب بسرعة، فقد علمتها والدتها بألا تفتح الباب إلا بعد أن تتأكد ممَّن
يطرقه.
وبمجرد أن تأكدت
أنه عمر فتحت الباب وأخذته بالأحضان مرحبة به.
والجميل أن عمر
غالباً عند عودته من المدرسة يشتري لها شيئاً ولو كان بسيطاً من مصروفه، فهو يحب
أن يرى وجه شقيقته ترتسم عليه السعادة.
أخذت ريتال
اللعبة الصغيرة التي اشتراها لها عمر، وهي تقفز فرحاً في البيت ما أجملها!
عمر: السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته، وبسرعة احتضن جدو وقبّل يده ورأسه.
جدو: وعليكم
السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً حبيب جدو.
عمر: ما هذه
المظاريف ذات الألوان الجميلة؟
جدو: هذه مظاريف
بها زكاة الفطر.
نظر عمر إلى جدو
وعلامات الاستفهام كانت واضحة على ملامحه؟!
ضحك جدو، وأجلس
عمر، وريتال، في حضنه، وهو يخبرهما بالمقصود بزكاة الفطر.
هي زكاة عن
الأبدان؛ أي الأشخاص الذين يُنفق عليهم الشخص المسلم مثل الزوجة والأولاد، ويكون
إخراجها في رمضان قبل صلاة العيد، وتعطى للفقراء.
وأما مقدارها هو
صاع من طعام من غالب قوت بلد المزكي، فعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: «فَرَضَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ
تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ على كل ذكَر وأنثى صغيرًا وكبيرًا مِنَ
المُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى
الصَّلاَةِ» (صحيح البخاري)؛ أي قبل صلاة عيد الفطر.
وبالإمكان دفع
المال عوضاً عنهما، بذلك يتحقق مقصد زكاة الفطر بسد حاجة الفقراء والمساكين،
وإدخال الفرحة في قلوبهم باستقبال العيد.
عمر بابتسامته
الجميلة: فهمت يا جدو، ما أجمل الإسلام العظيم! لقد اهتم بكل شيء.
عمر: خطرت في
بالي فكرة جميلة ياجدو، بأن نضع مع زكاة الفطر علباً من الحلوى، فإن ذلك سيزيد من
شعورهم بالفرحة.
ابتسم جدو، وهو
ينظر إلى حفيده بكثير من الفخر.
بهذه اللحظة
كانت فاطمة أرادت الحديث مع جدو فأخبرها جدو بفكرة عمر.
سعدت فاطمة بذلك
كثيراً، وطلبت بالسماح لها بأن تشاركهما في إسعاد الفقراء من خلال إعدادها الحلوى
بنفسها خاصة أنها ماهرة بذلك.
وفي اليوم
التالي، أراد مدرس التربية الإسلامية أن يجري نشاطاً قبل بداية الدرس في سؤال
الطلبة، وكل طالب يجيب له هدية تشجيعية.
وكان السؤال
الأول: من يعرف ما المقصود بزكاة الفطر؟
كان عمر سعيداً
جداً، فكان الوحيد الذي يعرف الإجابة، فقد أجاب إجابة صحيحة كما وضح له جدو
بالأمس، وحصل على هدية تشجيعية جميلة.
ما أجمل فكرة
عمر في توزيع الحلوى مع زكاة الفطر لإدخال الفرحة على الفقراء والمسكين! هل فكرت
أن تكون مثل عمر بذلك؟