في 10 خطوات.. كيف تصبح غنياً؟

الإسلام دين قوة ومنعة وعزة وكرامة ويد عليا، وليست كما يصور البعض زيفاً وخداعاً دين خنوع وانبطاح وفقر وهوان، والتماس أسباب تلك القوة واجب كل مسلم قادر على الفعل وعدم الاكتفاء بحاله المفروض عليه والتعلل بالظروف القاهرة والمحيطة به من كل جانب، فقد جعل الله عز وجل أسباباً يوفق من يبذلها كي يصل لما يريد ما دام متوكلاً على ربه، والنفس السوية التي خلقها الله تحب أن تعيش في ظلال تلك القوة لا الضعف، والغنى لا الفقر، والعطاء لا الأخذ.

وأسباب التماس الغنى كثيرة في الشريعة، ومن هذه الأسباب التي تجلب الغنى وتنفي عن صاحبها الفقر:

أولاً: الصلاة:

والصلاة فريضة، لا يتم الإسلام إلا بإقامتها والحفاظ عليها، ومن أراد أن يبارك الله له في رزقه فعليه بأن يقبل عليها بقلبه وبدنه وروحه، ويكثر من نوافلها، قال تعالى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) (طه: 132)، وليس معناها أن يتوقف الإنسان عن ممارسة حياته من صناعة وتجارة وسعي، فقد وصف الله عز وجل المتقين من عباده قائلاً: (رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) (النور: 37)؛ أي: كانوا يبيعون ويشترون، ولكن لا يلهيهم ذلك عن حضور الصلاة، وأن يقيموا كما أمرهم الله، وأن يحافظوا على مواقيتها(1).

ثانياً: صلة الرحم:

ومن أسباب زيادة الرزق والبركة فيه أن يكون المسلم معتاداً على صلة رحمه، فعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه» (متفق عليه)، ولأهمية الرحم في الإسلام ورد في كتابه العزيز قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (النساء: 1).

ثالثاً: التقوى:

قال تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً {2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) (الطلاق)، يقول ابن كثير: وأصل التقوى التوقي مما يكره، لأن أصلها وقوى من الوقاية، وقال طلق بن حبيب: إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى، قالوا: يا أبا علي: وما التقوى؟ قال: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله، فهي الطاعة في غير معصية.

رابعاً: الصدقة:

يجب أن يكون ديدن المسلم أن يكون كثير الصدقات مستمراً عليها وإن كانت قليلة، فالقليل أفضل من المنع لتكون سبباً في زيادة الرزق، فقد قال تعالى: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (سبأ: 39)، ومنع الصدقة هو التهلكة المقصود في قوله تعالى: (وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ) (البقرة: 195)، في هذه الآية، يخبرنا الله تعالى بأن الإنفاق في سبيل الله يعدّ حماية للمسلم من التهلكة والبلاء، وقال صلى الله عليه وسلم لمن يخشون الإنفاق لنقص المال: «ما نقص مالٌ من صدقة» (رواه مسلم).

خامساً: الاستغفار:

والمداومة على الاستغفار من أهم أسباب فتح أبواب الرزق والبركة فيه كما قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً {10}‏ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً {11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً) (نوح).

سادساً: بر الوالدين:

قرن الله عز وجل عبادته بالبر بالوالدين فقال تعالى: (وقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) (الإسراء: 23)؛ ما يدفع المسلم للمبالغة في إكرامهما والإحسان إليهما، وكي يعرف المسلم أن الله سبحانه قد وفقه لحسن عبادته، عليه أن ينظر لحاله مع والديه وعلاقته بهما لما فيها من بركة وفتح عظيم عليه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن سرَّه أن يُزاد له في رزقه فليبرَّ والديه» (رواه أحمد).

سابعاً: شكر الله على نعمه:

ومن أسباب زيادة الرزق وسعة النعم شكر الله عز وجل على نعمه، فليس مع الشكر إلا المزيد، يقول تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (إبراهيم: 7)، فتوضح هذه الآية الكريمة أن الشكر إيمان، لأن عكس الشكر كفر، وقد توعد الله عز وجل صاحبه بالعذاب الشديد.

وحقيقة الشكر لا تتوقف عند قول: الحمد لله وإن كانت لازمة، وإنما الشكر فعل وسلوك، بإنفاق النعمة في مرضاة الله عز وجل، فيقول تعالى عن حقيقة الشكر: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) (سبأ: 13)، فالشكر عمل لا قول، وأكبر نعمة من الله بها على عباده هي نعمة الإسلام، فمن الشكر له سبحانه عبادته حق العبادة، والإيمان به إيماناً لا تشوبه شائبة، ونشر كلمة الله عز وجل في العالمين، ونصرة عباده المؤمنين، والإنفاق في سبيله.

ثامناً: الجهاد:

وللمجاهدين في الإسلام مكانة علية، وكيف لا والمجاهد يخرج بنفسه خالصة لله مضحياً بها غير مبال بالحياة وما فيها من مغريات، وغير مبال إن عاد منتصراً أو قضى نحبه شهيداً، وليس أغلى عند الإنسان من حياته وروحه ونفسه، فكونه يجود بها مختاراً لله عز وجل فهو في مكانة عظيمة، يستحق بها أن يفتح الله له الفتوح، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظلِّ رُمْحِي» (سنن ابن ماجه)، وعن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها» (رواه البخاري، ومسلم).

تاسعاً: التوكل على الله:

قال عبدالله بن عباس: التوكل هو الثقة بالله، وصدق التوكل أن تَثِق في الله وفيما عند الله، فإنه أعظم وأبقى مما لديك في دنياك، وقال ابن رجب: هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلها، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في التوكل: «لو أنكم تتوكلون على الله حقَّ توكُّله؛ لرزقكم كما يرزق الطيرَ؛ تغدو خماصًا وتروح بطانًا» (رواه الترمذي).

عاشراً: بذل الجهد:

والإسلام دين العمل والسعي والبذل، فالقعود والتعلل بأن الرزق سوف يأتي حتماً عبث لا يرضاه الله ورسوله، فعلى المسلم أن يبذل الجهد، وهو في ذات الوقت يتعلق بالله أن يوفقه ويرزقه ويبارك له، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم تأكيداً لمبدأ العمل: «لأَنْ يَحتَطب أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ» (رواه البخاري).






____________________

(1) مفاتيح الغيب.


كلمات دلاليه

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة