قراءة في كتاب «المسلمون والحضارة الغربية»

يسلط كتاب «المسلمون والحضارة الغربية»، الضوء على أسباب سقوط الحضارات، ودلالات ذلك، ويقين الغرب بتفوق الإسلام، وحال المسلمين الآن، ومقدمات وأسباب النصر.

الكتاب الصادر عام 2015م للداعية السعودي الشيخ سفر الحوالي يؤكد أن الإسلام يحمل بذور التقدم والنهوض، بما فيه من عقيدة وقيم ومنهج وأخلاق، مقابل بذور خبيثة وإفلاس أخلاقي وقيمي يضرب أبناء الغرب.

ويرى الحوالي أن أمة الإسلام رغم ما تعانيه من تقهقر حضاري، فإنها أقرب الأمم للحق، وأكثرها تقدماً في المجال الإنساني والأخلاقي.

ويضيف أن البلاء مقدمة للنصر، وأن هذه الأمة ستستيقظ، وأن المستقبل للإسلام؛ لوعود قرآنية ونبوية أولاً، وانتهاء مركزية الغرب ثانياً، وثالاً لتزايد حاجة الناس إلى منقذ من الظلمات إلى النور.

ويقول المؤلف: إن الإسلام أسرع الأديان انتشاراً، مفنداً عدة أسباب تقف وراء ذلك، منها سلامة هذا الدين من العبث البشري، والتوازن بين المادة والروح، والدنيا والآخرة، وكونه الدين الذي لم يشهد تحريفاً، ويوافق بين العقل والفطرة.

ويتناول الكاتب في فصول كتابه مقدمات وعلامات بشائر النصر، وأهمية الثقة واليقين في وعد الله، وتكالب قوى الكفر على المسلمين وتداعي الأمم عليهم، قال تعالى: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) (الأحزاب: 22).

ويسترسل الكاتب في استعراض نماذج من الطغيان الغربي، كما حدث في أفغانستان وسورية والعراق والصومال وفلسطين، مؤكداً قرب الانهيار الوشيك للحضارة الغربية، ومستدلاً على ذلك بالخلافات بين روسيا والولايات المتحدة، وبين الأخيرة وأوروبا والصين، وفقدان الثقة في المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

ويرجح الحوالي حدوث المزيد من الأزمات القانونية والسياسية والمالية والاقتصادية والاجتماعية في الغرب، وتزايد معدلات التفكك والانهيار في منظومته، مشيراً إلى أن الحضارة الغربية قامت على الحرية وحقوق الإنسان، ثم هي تنقلب عليها على يد اليمين المتطرف الذي وصل للحكم في عدد من بلدانها.

ويضيف أن الانهيار آت لا محالة، بسبب الانحطاط الخلقي، وتفشي الإباحية والجنس والشذوذ، فالترف ما فشا في حضارة إلا كان مقدمة انهيارها.

واستند المؤلف إلى آراء عدد من كتَّاب وفلاسفة الغرب، منهم المؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون، الذي أقر بأن اليهود أفسد الشعوب في الأرض وأنهم يسعون لتدمير الحضارة البشرية، وأن أرحم الفاتحين كان المسلمون.

ويؤكد الكتاب أن تفوق الإسلام مسألة حتمية، وسيكون دين المستقبل بإذن ﷲ، وأن ثورة المعلومات ستخدم هذا الدين، وأن العالم اليوم قرية صغيرة، يكفيها رسول واحد وكتاب واحد.

ويلفت المؤلف الانتباه إلى أن تنامي حرية الفكر والمعرفة لدى الغرب عامل إيجابي يصب في صالح انتشار وتمدد الإسلام، شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، لا سيما وأن فضول الفرد الغربي يدفعه للتعرف على الإسلام.

ويشدد الحوالي على قرب أفول كل الحضارات غير الإسلامية، وبداية صعود المسلمين، ضارباً أمثلة بتركيا وماليزيا، كنموذجين يفيدان بقرب نهوض المسلمين من جديد.

ويستعرض الكتاب علامات سمو الحضارة الإسلامية، وعوامل صمودها، وبذور قوتها، مقابل ضعف يعتري الحضارة الغربية، وتعدد خطاياها، وقرب زوالها، ليكون المستقبل للإسلام وأهله، مبيناً المخرج من كيد الغرب وكيف يقود المسلمون الحضارة البشرية.

ويختتم المؤلف كتابه، بالقول: إن للحق طريقه، وهو يشق الطريق الى الوجود والظهور، لكن الله تعالى يُنضج الأمور ويُجري الحياة على مأخذ الأسباب والمسببات، وما يبدو من هزيمة أو توقف إنما هو إنضاج لما لا ترى، وتخليص الحياة من عوائق؛ لكن الله تعالى متم أمره ومظهر دينه، شاء من شاء وأبى من أبى.



اقرأ أيضاً:

قراءة في كتاب «حقوق الإنسان في الإسلام»

قراءة في كتاب " الأقليات الإسلامية في العالم"

قراءة في كتاب «العالم بعد غزة»

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة