للعام الثالث.. لم تدق أجراس مدارس غزة!

ريما محمد زنادة

18 سبتمبر 2025

338

للعام الثالث على التوالي كان الأقسى على طلبة غزة، فلم يدق جرس مدرستهم؛ فقد غيبت الحرب أحلام مئات الطلبة الذين كانوا ينتظرون عاماً بعد عام الصعود في سلم مسيرتهم الدراسية؛ لتحقيق طموحاتهم التي كانوا يرسمونها على علاماتهم المتفوقة في شهاداتهم الدراسية بأعوامهم السابقة.

مدارس غزة ركام

لم تعد هنالك ملامح ولو صغيرة لبداية عام دراسي لم يبدأ أصلاً، فقد توقف زمانه لعامه الثالث؛ حيث قُصفت المدارس والجامعات، وكل ما يرتبط بالعملية التعليمية كان بنكاً للأهداف.

أينما يلفت المرء ناظريه سيجد الركام، فلم تعد مدرسة الزهراء شاهقة، والحال ذاتها لمدرسة يافا، أما بلقيس، والريس، وأحمد شوقي، ومصطفى حافظ؛ فكانت على أمثالها، وغيرها الكثير من المدارس التي غابت ملامحها وحملت حكاية طلابها بتفاصيل مختلفة.

لم يعد الطالب خالد ينتظر سماع جرس المدرسة لأنه لن يعد لها مطلقاً بعد أن استشهد مع عائلته بداخل مدرسته التي نزح إليها بعد قصف بيته، فكان يظن أن المدرسة خيار يحمل الأمان، إلا أنه لم يعلم أن كل شيء في غزة بنك للأهداف.

بين طابور المدرسة وطابور الماء.. تتلاشى أحلام أطفال غزة

كم كان يحلم الطالب سعيد أن يحمل حقيبته المدرسية ويقف في طابورها الصباحي مع زملائه! فقد راوده هذا الحلم وهو يقف عوضاً عنه في طابور طويل جد؛ ليحصل على ماء لعائلته، فقد أصبحت من مهامه اليومية بعد أن استشهد والده حينما قُصف المنزل على رؤوسهم أثناء نومهم، فتم انتشاله بأعجوبة من تحت الركام، إلا أن والده كان حمل الركام على جثمانه كبيراً فما زال تحت الركام!

أما روند فلم تعد تحب المدرسة، فأصبحت تصرخ كلما ذكرت على مسامعها، بعد أن نزحت مع عائلتها إلى المدرسة القريبة منها، وهي ذاتها التي كانت تدرس فيها سنواتها الدراسية السابقة، فقد قُصفت دون سابق إنذار؛ واستشهدت عائلتها الكبيرة، وكانت هي الناجية الوحيدة بحروق على جسدها ستكون الشهادة على تلك المجزرة خلال حياتها المتبقية.

بين شاهد وشهيد في غزة.. حكاية المعلمة سالي

لم تعد المعلمة سالي في حاجة أن تعد حقيبتها وتضع بها الكثير من الحَب والحلوى لطالباتها الغاليات، فكن بالنسبة لها بمثابة الأم من البنات، حيث كانت تعلمهن الحروف الهجائية التي تكتب بها كلمة حب الدين وطاعة الله تعالى وحب الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم، وحب فلسطين وتحرير المسجد الأقصى والأسرى، حقيبتها لم تعد موجودة، فقد تناثرت أشلاء سالي على قطع الحلوى التي كانت تحملها فلم يرق للاحتلال لوجودها.

في غزة كل ما فيها ما بين شاهد وشهيد، فالمدرس والطالب والمدرسة جميعهم شهداء.

وإن دق جرس المدرسة مجدداً في غزة فكيف لطالب شهيد أن يعود لمقعد الدراسة؟! وكيف لطالب فقد كل عائلته شهداء داخل فصل مدرسته الدراسي أن يعود للمدرسة ذاتها؟! فكل مدرسة شهدت حكايات نازحيها التي جمعت الخوف والجوع والفقد والقصف والشهادة.


اقرأ أيضاً:

مدارس غزة بلا أجراس.. ولا أحلام!

الصهاينة يدمرون المنظومة التعليمية في قطاع غزة

جامعات الضفة الغربية تحتضن طلاب غزة بالدراسة عن بُعد



تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة