«معاريف»: مذكرات التوقيف التركية ضد نتنياهو خطوة مدروسة ومخططة بعناية

سيف باكير

10 نوفمبر 2025

64

وصفت صحيفة «معاريف» العبرية مذكرات التوقيف التي أصدرتها تركيا بحق 37 مسؤولًا «إسرائيليًا» رفيع المستوى، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأنها خطوة سياسية مدروسة تتجاوز كونها مجرد بيان رمزي.

مذكرات التوقيف التركية عملية مخططة بعناية

وقال الباحث في مركز ديان بجامعة تل أبيب هاي إيتان كوهين يانروجيك، في مقابلة مع الصحيفة: ما دام هؤلاء المسؤولون الكبار لم يطؤوا الأراضي التركية، فلا معنى لهذا القرار، لكن الصورة الكاملة أكثر إثارة للقلق، من خلال هذا البيان، تُبلغ تركيا «إسرائيل» أنه طالما الحكومة الحالية في السلطة، فلن يتمكن الطرفان من تطبيع العلاقات فعليًا.

وأشار الباحث إلى أن الخطوة التركية لم تكن عفوية، بل عملية مخططة بعناية على مدى عدة أشهر، مع جمع الأدلة من مختلف المصادر، بما في ذلك المستشفيات في قطاع غزة، وشهادات عائدين من الأسطول المتجه لكسر الحصار، ووثائق رسمية تثبت تورط قادة الاحتلال في الجرائم المرتكبة ضد المدنيين.

«هذا عمل جاد وشامل امتد على مدى عدة أشهر»، كما وصفه كوهين يانروجيك.

وأشار كوهين يانروجيك إلى أن المذكرات التركية، رغم عدم توقيع أنقرة على نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية، تُعتبر مكمّلة للقرارات الدولية، مثل تلك الصادرة عن محكمة لاهاي بحق نتنياهو وغيره من قادة الاحتلال، وتبرز قدرة تركيا على استثمار القانون الدولي كورقة ضغط سياسي.

أبعاد مذكرات التوقيف التركية ودوافعها السياسية

ويؤكد الباحث أن مذكرات التوقيف التركية ضد نتنياهو ومسؤولين «إسرائيليين» تحمل بعدًا مزدوجًا؛ داخليًا، لتعزيز صورة الرئيس رجب طيب أردوغان أمام الجمهور التركي، ودوليًا، لتعزيز موقع تركيا في العالم الإسلامي والاحتفاظ بنفوذها الإقليمي.

«كل خطوة جذرية ضد «إسرائيل» تخدم السياسة الداخلية لأردوغان، لكنها في الوقت ذاته تعزز صورته في العالم الإسلامي وتدعم إرثه السياسي والدبلوماسي»، كما يوضح كوهين يانروجيك.

وعن تأثير هذه الخطوة على العلاقات التركية-«الإسرائيلية»، يصف الباحث الوضع بأنه انحدار مستمر ومتدرج: في كل مرة تتخذ تركيا خطوة جديدة كهذه، تدفع العلاقات إلى مستويات أعمق من التوتر، القدرة على دفع العلاقات إلى الانحدار هي بمثابة براعة دبلوماسية تركية.

كما ربط كوهين يانروجيك مذكرات التوقيف بالطموحات التركية في «اليوم التالي» في غزة، معتبرًا أن الخطوة تعكس جزئيًا العقاب التركي لإغلاق «إسرائيل» أبواب المشاركة أمام أنقرة في ترتيبات ما بعد الحرب.

ويخلص الباحث إلى أن الرسالة التركية واضحة ومخططة بدقة: أنقرة تُغلق الباب أمام الحكومة «الإسرائيلية» الحالية بطريقة منهجية ومخططة، وستستمر آثار هذه السياسة على مستقبل المنطقة حتى بعد انتهاء الحرب في غزة.

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة