بهمة عالية تنفس بها طلاب مركز الرضوان لتعليم القرآن والسُّنة بمدينة غزة، استعداداً لسرد القرآن من صدورهم على جلسة واحدة، فمنهم من بدأ بترتيل سورة "الفاتحة" واختتمها بآيات سورة "الناس"، ومنهم من أخذ يسرد بتلاوته لآيات القرآن بأجزاء مُختلفة العدد كما كانت أعمارهم مُختلفة، فمنهم الكبير ومنهم الصغير، إلا أن جميعهم اجتمعت قلوبهم في حب القرآن في مركز الرضوان.
ويأتي هذا اليوم المبارك في شهر رمضان؛ ليعطي صورة مشرقة لجمال غزة رغم قباحة الاحتلال والحصار.
وعن الحديث عن هذا اليوم المبارك الذي توج فيه عدد من الطلاب في موائد السرد، يقول مدير المركز إسماعيل الملش لـ"المجتمع": لقد عملنا من خلال العديد من المحفظين المهرة على تحفيظ القرآن الكريم للعديد من الطلبة.
ويتابع، في حديثه: والحمد لله أنه هنالك عدداً من الطلبة الذين حفظوا القرآن في أفئدتهم كاملاً، فكان هناك التفكير حتى نساعد الطالب ونشجعه على التثبيت والتميز، فعقدنا مسابقة "موائد السرد رفعة ومجد".
وحول فكرتها يبين أن الطالب الحافظ يسمع القرآن الكريم كاملاً على حافظ مُتقن خلال ساعات تتفاوت في عددها قد تصل تسعة أو أقل أو أكثر بقليل.
ويلفت إلى أن الأمر لم يقتصر فقط على من يحفظ القرآن كاملاً، إنما أيضاً شمل من يحفظ أجزاء أو حتى جزء نظراً لأن الطلبة مُختلفون بالأعمار، فمنهم الصغير ومنهم الكبير، وأيضاً من باب التشجيع والتحفيز، فحينما يسمع الطالب ولو جزءاً واحداً مرة واحدة فإنه سيشعر بأنه قادر على مواصلة المسير.
ويذكر أن ذلك كان حافزاً للطلبة في الاجتهاد والمراجعة والحفظ من أجل تثبيته، ويشجعهم على القدرة على تلاوته في الإمامة للصلاة، وحتى في أوقات حركته اليومية.
ويشير الملش إلى أنه تم ابتعاث عدد من المحفظين التابعين للمركز إلى إندونيسيا لإعطاء دورات في حفظ وتلاوة القرآن ومنها إتقان سورة "الفاتحة".
والاهتمام بحفظ القرآن وتلاوته لأجيال متعاقبة في قطاع غزة يعطي دلالة واضحة على إعداد جيل يسير على طريق الهداية والدفاع عن وطنهم.