تلقى عراقيون نبأ وفاة وزير الدفاع الأميركي الأسبق دونالد رامسفيلد أمس الأربعاء بلا مبالاة وبلا أسف، معتبرين أنه أحد رموز الغزو الذي دمّر بلدهم، وتفاعلوا بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي.
وتوفي رامسفيلد الذي قاد حربي بلاده في العراق وأفغانستان في عهد جورج بوش الابن عن 88 عامًا في ولاية نيومكسيكو، حسب ما أعلنته عائلته أمس الأربعاء.
واستذكر مغردون على مواقع التواصل غزو بلادهم عام 2003، وما خلفه الغزو من انتهاكات جسيمة على مختلف الأصعدة، في حين ركز آخرون على انتهاكات ارتكبها الجيش الأميركي بحق العراقيين في عهد رامسفيلد، مثل فضيحة سجن أبو غريب.
وعلّق طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي الأسبق في تغريدة على تويتر “في العادة، الميّت تذكر حسناته، ولا أدري إن كانت لدونالد رامسفيلد حسنة واحدة جديرة بالذكر، بينما خطاياه تُملأ بها كتب ومجلدات، وسترافقه إلى قبره لعنات المفجوعين بمواقفه وقراراته إلى يوم الدين”.
من جانبه، قال الأمين العام للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي إن رامسفيلد “يمثل الوجه الإمبريالي للولايات المتحدة بأفظع صوره”. وأضاف “كان رامسفيلد من الجهات التي دفعت الأمور باتجاه سير الأوضاع في العراق إلى ما هي عليه الآن”. وتابع “كان من الذين دعوا إلى اللجوء للأساليب العسكرية وتثبيت الاحتلال وشكله وتداعياته التي ما زلنا نعيشها اليوم”.
وقال الصحفي عثمان المختار، عبر حسابه على تويتر، إنه بموت رامسفيلد “لا بد أن نستذكر هنا سجن أبو غريب ويورانيوم البصرة ونابالم الفلوجة ومجزرة حديثة ومذبحة القائم والمحمودية وقافلة عرس البعاج”. وأضاف المختار مخاطبا رامسفيلد أن “مئات آلاف الضحايا العراقيين بانتظارك”.
وعلق الباحث الأمني فراس إلياس عبر حسابه على تويتر “رامسفيلد صاحب نظرية الصدمة والترويع، وجعلها إستراتيجية عمل له في العراق بعد الاحتلال”، موضحا أنه “كان يهدف من خلال هذه النظرية إلى هدم المجتمع العراقي، وترويعه عبر القوة الغاشمة، من أجل إخضاعه للإرادة الأميركية، ونجح بذلك”.
وقال سعد جبار (موظف في وزارة النقل) “لا أسف على موت أي محتل لأنهم لم يتركوا لنا غير ذكريات الاحتلال والدمار” للعراق. وأضاف أن “موت رامسفيلد لا يعني شيئا لأن السياسة الأميركية ثابتة، لها أهداف إستراتيجية لا تتغير برحيل الأشخاص”.
من جانبه، قال زعيم عشائري من محافظة الأنبار إن “التاريخ سيكتب كل ما فعله رامسفيلد وبوش الأب والابن”. وتابع “لا أعتقد أن التاريخ سيذكرهم بخير بسبب المآسي التي صنعوها للشعوب، وبينها الشعب العراقي”.
وقال كريم التميمي (خمسيني يعمل سائق سيارة أجرة في بغداد) إن “رامسفيلد لم يقدم شيئا للعراق لا هو ولا كل من جاؤوا معه من الأميركيين غير الدمار والوعود الزائفة”. وأضاف “أين الديمقراطية وتحسين الأوضاع التي وعدوا بها العراقيين”؟ مؤكدا أن “حالنا من سيئ إلى أسوأ”.
وكان رامسفيلد مهندس غزو العراق للإطاحة بنظام صدام حسين عام 2003، وبقيت صورته مرتبطة بفضيحة سجن أبو غريب، التي كشف عنها في أبريل/نيسان 2004، وأثارت صور السجناء العراقيين الذين تعرضوا للتعذيب والإهانة على أيدي عسكريين أميركيين غضبا عالميا.
كما واجه انتقادات، خاصة أنه لم يدرج في مشاريعه خططا لما بعد الحرب، ولأنه أخطأ في تقدير عدد القوات الأميركية اللازم لغزو العراق.
وشغل رامسفيلد منصب وزير الدفاع مرتين: الأولى من 1975 حتى 1977، والثانية من 2001 إلى 2006. وكان وزيرًا للدفاع حين شنّ تنظيم القاعدة هجماته على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر/أيلول 2001.