الشجاعة لا تتطلب منك أن تأخذ خطوات درامية في المواقف الحرجة، الشجاعة ما هي إلا مهارة عقلية نتعلمها ونقوم بتعديلها وتقويتها
الشجاعة لا تتطلب منك أن تأخذ خطوات درامية في المواقف الحرجة، الشجاعة ما هي إلا مهارة عقلية نتعلمها ونقوم بتعديلها وتقويتها، كما تقوي الأثقال عضلاتك، لن تذهب للصالة الرياضية لأول مرة وترفع 100 كيلوجرام، لذلك لا تظن أنه لتكون شجاعاً عليك أن تتغلب على أكبر خوف لديك.
هناك طريقتان لبناء الشجاعة:
الطريقة الأولى: رفع الأثقال التدريجي، ابدأ مع الأثقال التي تستطيع أن تحملها ولكنها تشكل تحدياً بالنسبة إليك وبالتدريج تدرب لتحمل أثقالاً أثقل وأثقل؛ لذلك ابدأ بأصغر مخاوفك أولاً، وتدرج نحو الأكبر والأكبر، تدريب نفسك لترفع 90 كيلوجراماً ليس صعباً إذا رفعت 100 من قبل، وبالتالي فالتكلم أمام جمهور من 1000 شخص لن يكون صعباًَ لو أنك تكلمت أمام 900 شخص.
الطريقة الثانية: التي يمكنك بها أن تبني الشجاعة هي أن تحصل على معلومات إضافية ومهارات في نطاق خوفك. مواجهة الخوف قد يكون مفيداً, لكن إن كان خوفك بسبب الجهل وقلة المهارة، عندها يمكنك أن تقلل الخوف أو تتخلص بالمعلومات والتدريب، على سبيل المثال، إن كنت خائفاً من ترك وظيفتك والبدء بعمل خاص بك، إذاً ابدأ بقراءة الكتب وأخذ الدروس عن كيفية بدء عملك الخاص. اقض فترة بعد الظهر في المكتبة تبحث في الموضوع، أو قم بالبحث على الإنترنت، انضم إلى نوادٍ تتعلق بهذا الأمر، احضر المؤتمرات، ابن الصلات، أضف مساعدة خبير، ابن مهارتك لتصل لمرحلة تبدأ تشعر فيها بالثقة بأنك تستطيع أن تنجح، هذه المعرفة ستساعدك لتتصرف بشجاعة أكثر عندما تكون مستعداً، هذه الطريقة فعالة بشكل خاص عندما يكون جزء كبير من الخوف بسبب المجهول، عادة مجرد قراءة كتاب أو اثنين يكون كافياً لتبعد الخوف بما يكفي لتأخذ الخطوات اللازمة.
وكما قال «هنري ديفيد ثورو» ذات مرة: «عندما يحين وقت الموت؛ سنكتشف أننا لم نعش أبداً»!
الحياة هي الخطر بعينه، السعادة خطر.. إذا كنت خائفاً فلن تفعل شيئاً، لا تقلق بشأن الأخطاء والفشل، وليكن القلق دائماً بشأن عدم العمل وعدم المحاولة وعدم المبادرة، فليكن القلق على الحياة التي لا نحياها والسعادة التي نتخلى عنها إيثاراً للسلامة، فلتعطِ لنفسك إذناً بأن تكون واحداً من الناس الذين ارتكبوا أخطاء، لكنهم تجاوزوها وتعززت ثقتهم بأنفسهم.