استشهاد الأسرى المحررين بشكل مستمر شاهد على بصمة الاحتلال على أجسادهم الطاهرة، التي ارتقت إلى باريها تشكو إليه ظلم الاحتلال.
تشييع جثمان المحرر الشهيد زياد غنيمات من بيت ساحور بعد صراع مع المرض، لن يكون المشهد الأخير، مادامت هناك مصلحة سجون تعامل الأسرى معاملة عنصرية وإهمال طبي خطير وتخفي الملفات الطبية وترفض إدخال أطباء من خارج السجن.
“المجتمع” تستعرض قضية المحررين الذين ذاقوا ويلات الإهمال الطبي.
التاج.. وزراعة المرض
المحرر محمد التاج من طوباس الذي زرع المرض في جسده قال: تمارس مصلحة السجون الصهيونية سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى من أجل قتلهم والخلاص، ومن ضمن هذه السياسة الأخطاء الطبية؛ حيث إن العشرات من الأسرى قد أصابتهم الأمراض المزمنة مثل مرض الكبد الوبائي من خلال عيادة الأسنان، حيث لا يتم تعقيم الأدوات الطبية المستخدمة بالإضافة إلى حالات عديدة من الأسرى وإصابتهم بأمراضٍ خطيرةٍ نتيجة تشخيص خاطئ للمرض وتناول أدوية مخالفة للحالة المرضية مثل أمراض القلب والرئتين والمعدة، وتبين بعد ذلك تأثير كبير للأدوية المستخدمة على سوء الحالة الصحية وتفاقم المرض مع العلم أن أطباء مصلحة السجون غير مسجلين في وزارة الصحة “الإسرائيلية”، ويتلقون تعليماتهم مباشرة من استخبارات السجون، وينفذ ما يملى عليه دون تردد لأنه جزء من إدارة السجن ويشارك في قمع الأسرى.
سياسة ممنهجة
يقول المحرر محمد التاج: يمكنني أن أستعرض حالتي كأحد الأسرى الذين أصيبوا بالمرض داخل السجون؛ حيث إنني كنت معافى قبل السجن وبعد تعرضي للرش بالغاز المسيل للدموع والضرب بالهراوات في العام 2004 صار عندي مشكلة في الرئتين، وعند مراجعاتي لعيادات السجون على مدار عشر سنوات وتفاقم المرض إلى درجة تلف الرئتين بالكامل لم يتم تشخيص حالتي بالشكل الصحيح، بل إصرار من الأطباء بعدم وجود مشكلة، إلى أن دخلت في غيبوبة بانقطاع النفس؛ مما اضطرهم لنقلي لمشفى خارجي وتبين أن لدي مرض تليف الرئتين بنسبة 85% والحل الوحيد إما زراعة رئتين أو الموت المحقق خلال فترة أقصاها 8 شهور، ومن هنا فإنني أقول: إن ما تمارسه مصلحة السجون بحق الأسرى من أخطاء طبية وإهمال متعمد هي سياسة ممنهجة تهدف إلى قتل الأسرى والخلاص منهم.
المحرر لؤي داود
يعاني المحرر لؤي داود من قلقيلية (43 عاماً) من ضعف في الرؤية واعتقل 11 عاماً، وتدهورت الرؤية عنده نتيجة سنوات الأسر، ويقول: الاحتلال رفض علاجي داخل الأسر وتذرع بعدم إمكانية زراعة قرنية، وبعد تحرري يرفض السماح لي بالسفر للعلاج، وحاول ابتزازي بالإبعاد خمس سنوات مقابل السماح بالسفر للخارج، ورفضت هذا الابتزاز، فمن حقي أن أتلقى العلاج والاحتلال يمنعني هذا العلاج.
محررون شهداء
ومن الأمثلة على استشهاد المحررين بعد الإفراج عنهم بفترات وجيزة، الشهيد المحرر زياد شعيبات (55 عاماً) الذي شيع جثمانه في بيت ساحور قبل أيام، لإصابته بسرطان المريء خلال وجوده في الاعتقال، الشهيد الأسير المحرر في صفقة “وفاء الأحرار” محمد حسّان (61 عامًا) من بلدة المغراقة وسط قطاع غزة، ثم مرض عضال ألم به، الشهيد الأسير المحرر في صفقة “وفاء الأحرار” مجدي حماد نتيجة ضعف عضلة القلب والذبحة الصدرية، والشهيد الأسير المحرر مازن المغربي (45 عامًا) من قرية عبوين شمال رام الله، والشهيد الأسير المحرر محمد العملة من الخليل، والشهيد الأسير العربي المحرر سيطان الولي من الجولان السوري المحتل، والشهيد الأسير المحرر جعفر عوض (22 عاماً) من بلدة بيت أمر شمال الخليل، الشهيد الأسير المحرر المقعد أشرف أبو ذريع، والشهيد الأسير المحرر نعيم الشوامرة من مدينة دورا جنوب الخليل، والشهيد الأسير المحرر زهير لبادة (51 عاماً) الذي استشهد في المستشفى الوطني بمدينة نابلس بعد أسبوع من إفراج سلطات الاحتلال، والشهيد الأسير المحرر فايز زيدات، والشهيد الأسير المحرر زكريا عيسى داود من مدينة بيت لحم الذي وافته المنية بعد صراع مع السجان والمرض، والشهيد الأسير وليد شعث من خانيونس جنوب قطاع غزة الذي استشهد نتيجة جلطة أصيب بها بعد الإفراج عنه بسبعة شهور.