أصبح فيروس كورونا حديث الناس وهمهم الأساسي على مستوى الكوكب الأزرق، وتتصدر أخباره النشرات العالمية، ورغم عدم إعلان منظمة الصحة العالمية تحول الإصابة به إلى وباء، فإن المخاوف تبقى قائمة فيما تتسع دائرة انتشار المرض في مختلف الدول.
د. أحمد حردان، الخبير الدولي في منظمة الصحة العالمية، قال لـ”المجتمع”: إن المؤسسات الدولية والمراكز البحثية والمختبرات المتخصصة تبذل جهوداً كبيرة للوصول إلى لقاح مضاد للفيروس، الذي اجتاح الصين وقتل فيها 715 شخصاً من أصل 762 توفوا في كل العالم بسبب الإصابة، فيما تجاوز عدد المصابين في كل العالم سقف الـ80 ألفاً، مؤكداً أن الوصول للقاح ممكن في ظل هذه الجهود، إلا أن ذلك يتطلب عدة شهور.
أهم أعراض الإصابة
وعند سؤال د. حردان عن أهم أعراض الإصابة بالفيروس، قال لـ”المجتمع”: أكثر أعراض الإصابة شيوعاً هي الأعراض التنفسية، والحمّى، والسعال، فبحسب المشاهدة؛ فإن نسبة من يصابون بالحمى 96%، والسعال 82%، متابعاً: وعادة ما يتقدم المرض سريعاً لينجم عنه التهاب رئوي وضيق بالتنفس وفشل كلوي في غضون عدة أيام من بدء الأعراض.
وأضاف أن الأعراض التي يرصدها الفحص المخبري تشمل: قلة كريات الدم البيضاء، وقلة اللمفاويات، وقلة الأقراص الدموية، واعتلال تخثر الدم، وارتفاع مستوى الكرياتينين وإنزيمات الكبد.
وعن طريقة انتقال الفيروس، أشار حردان إلى أنه ينتقل من إنسان إلى آخر، بالاتصال عن قرب مع الشخص المصاب، كما يحدث في سياق الأسرة أو العمل، أو في مراكز الرعاية الصحية والمدارس والجامعات والتجمعات البشرية المكتظة.
وأكد الخبير الدولي في مجال الصحة أنه يتوقع أن يتواصل تصدير وانتقال حالات الإصابة بالفيروس إلى بلدان عديدة في مختلف قارات العالم، وبناء على ذلك ينبغي أن تكون جميع البلدان على أهبة الاستعداد لاحتوائه، وينبغي أن تركز الدول على زيادة المعرفة لدى المجتمع بشأن الفيروس والمرض، لتعزيز الوقاية منه.
واستدرك بالقول: إن الدول التي لديها أعداد كبيرة من المسافرين والسياح، أو العمال المهاجرين العائدين من الدول المصابة، ينبغي أن تكون أكثر حذراً ورصداً لحركة الدخول والخروج منها وإليها.
الوقاية بالكمامات
شهدت معظم دول العالم إقبالاً كبيراً على شراء الكمامات؛ حتى إن كمياتها نفدت في العديد من الدول، وعند سؤالنا للدكتور حردان: هل تقي الكمامات من الإصابة؟ أجاب: إنها ممكن أن تساهم بقدر كبير بالوقاية من الإصابة، لكن يجب أن تكون الكمامات المستخدمة من نوع “N95″، وإذا كان الشخص يتعامل مع شخص مصاب، فهو يحتاج لارتداء قناع.
ونوه إلى أن الكمامات لا تكون فعالة إلا عند استخدامها مع التنظيف المتكرر لليدين، مع غسلهما بالكحول أو الصابون والماء، أما في حال استخدام القناع فعلى الشخص معرفة كيفية استخدامه والتخلص منه بشكل صحيح.
وعن إمكانية توفر مضاد في البيت يساعد في الوقاية، أو توفير علاج بدائي يساعد في تخفيف الأعراض، أكد حردان أنه ليس هناك مضاد معين يمكن توفيره في المنزل لعلاج الإصابة بفيروس كورونا المستجد (2019-nCoV)، ولا يوجد مضاد ناجع لتخفيف الأعراض، ويعتمد العلاج على الحالة السريرية للمريض، وقد يكون دواء “TAMFLU” مخففاً لبعض الأعراض الناتجة عن الإصابة.
إجراءات ما بعد الإصابة
التأكد من إصابة شخص في العمل أو المنزل تستوجب بعض الإجراءات المهمة لتجنب إصابة المخالطين له، أهمها بحسب الخبير في منظمة الصحة العالمية: تجنب التعرض لرذاذ العطاس الناتج عن الإصابة، لأن المريض يمكن أن يطرح كمية هائلة من الرذاذ تسمى “غيمة الرذاذ” تحمل كل حبة رذاذ منها 3000 فيروس، وتصل إلى مسافة 40 قدم (14 متراً)، لذلك لا بد أن يستخدم المريض الكمامة التي تمنع عبور الفيروس إلى الخارج، أما المخالطين فيجب أن يستخدموا الكمامة التي تمنع مرور الفيروس إلى الداخل.
وتابع: يجب عدم مشاركة الأواني أو المناشف أو الفرش مع الأشخاص المصابين، ولا بد من عملية تعقيم مستمرة للمكان الذي تم التأكد من إصابة شخص فيه.
وتحدث حردان عن أن فيروس كورونا حيواني المصدر، حيث تشير البيانات العلمية إلى أن الأشخاص يصابون بالعدوى عن طريق مخالطة الجِمال العربية على نحو مباشر أو غير مباشر، مشيراً إلى أنه اكتشف في الجمال العربية في عدد من البلدان، منها المملكة العربية السعودية ومصر وعُمان وقطر.
وشدد على ضرورة أخذ الاحتياط العام لمن يزور مزارع أو حظائر الحيوانات، أو أي أماكن أخرى توجد فيها حيوانات، بأن يتبع تدابير النظافة الصحية العامة، بما في ذلك غسل اليدين بانتظام ومحاولة عدم لمس الحيوانات.
وختم حردان بالإشارة إلى أن استهلاك المنتجات الحيوانية بما في ذلك الألبان واللحوم النيئة أو غير المطهية جيداً ينطوي على مخاطر شديدة للعدوى التي تسببها بعض الكائنات الدقيقة، لذلك هناك ضرورة للطهي الجيد للحوم والحرص على عدم اختلاطها بالنيئة منها.