روى مواطنون نجاحاتهم لـ”المجتمع” في استعادة أرضهم من المستوطنين والاحتلال، بعد سنوات من الحرمان بفعل إجراءات الاحتلال العنصرية وإرهاب المستوطنين.
عين سامية التابعة لقرية كفر مالك قضاء رام الله تمارس ما يسمى “فتيات الجبال” مع المستوطن حاييم عربدة وإرهاب ضد أصحاب الأراضي والمزارعين، فقد عاد الأهالي إلى أراضيهم، بعد حرمان لعدة سنوات إرضاء للمستوطنين، الذين أقاموا بؤرة فيها قرابة الـ12 فتاة من فتيات الجبال.
نحن هنا
الناشطة مسعدة معدية قالت: نحن هنا مع أصحاب الأراضي والمزارعين، فالكل هنا يحتفل بعودة الأرض بعد انقطاع طويل عنها، وكل من يتواجد في منطقة عين سامية ليس بالضرورة له أرض، بل جاء للدفاع عن الأرض التي هي لكل الفلسطينيين، فكما يأتي ما يسمى بفتيات الجبال على هنا للعربدة وإرهاب المزارعين، نحن هنا على أرضنا نعلن الصمود والتحدي والفرحة بعودة الأرض وحراثتها وزراعتها بالرغم من قيام فتيات الجبال بالاعتداء على المزارعين وسائقي الجرارات الزراعية.
وأضافت معدية: الاحتلال يحرمنا من المياه في هذه المنطقة، ففي المنطقة عين سامية ونبعها الذي يسرق من قبل الاحتلال والمستوطنين ولا يسمح لنا بحفر آبار كما لهم، وإذا سمح بحفر آبار تكون على عمق معين.
اشتراط الوصول
الناشط منتصر دويك قال: الاحتلال بعد السماح لأصحاب الأراضي بالعودة إليها اشترط عليهم الوصول إليها من خلال طريق التفافي طويل، مع أن الطريق التاريخي يحتاج إلى خمس دقائق للوصول إلى المنطقة! فهم يضعون العراقيل كي لا نقوم بالعمل في الأرض، كما أن الاحتلال لم يسمح للحراثة في القسم العلوي الذي يشمل منطقة الينابيع والآبار، وسمح بالجهة المقابلة فقط.
وأضاف: الفرحة عارمة باستعادة الأرض وكل المضايقات والعراقيل يمكن تجاوزها، فالاحتلال لا يتعامل معنا إلا من خلال عنصري وسادي.
قريوت الصمود
وفي قصة نجاح أخرى في استعادة الأرض، في بلدة قريوت جنوب نابلس، حيث تم استعادة مئات الدونمات المجاورة لمستوطنة شيلو.
الناشط في قضايا الاستيطان من بلدة قريوت بشار القريوتي يقول: في السابق، قمنا بأكثر من 120 فعالية ضد الاستيطان ومصادرة الأراضي، ونجحنا في قضايا بالمحاكم الإسرائيلية على استعادة أراض كانت مستوطنة شيلو تريد ضمها إلى مرافق المستوطنة بحيث تشكل تواصلاً مع المستوطنة، وبصمود الأهالي والمتابعة القانونية، تم استعادة منطقة حساسة وتمت حراثتها وزراعتها بالرغم من عراقيل يضعها الاحتلال والمستوطنون على المزارعين، للتشويش على فرحتهم باستعادة أرضهم، كما أن قريوت فيها آثار رومانية وإسلامية ويحاول الاحتلال السيطرة على الينابيع والآثار، ويتم استجلاب فرق الآثار من حكومة الاحتلال إلى المكان، بهدف تهويده، وأهالي قريوت يخوضون معركة يومية لاستعادة ما تبقى من أرضهم والحفاظ على الينابيع الطبيعية والآثار التي هي هوية الأرض.
أبو صفية.. وقصة صمود
وفي خلة حسان جنوب قلقيلية، يقول الناشط والمزارع يوسف أبو صفية (65 عاماً) من بلدة بديا قضاء سلفيت: خلة حسان لها قيمتها الجغرافية والإستراتيجية، والاحتلال يمارس كل أنواع القمع للسيطرة عليها، فهي بين محافظتي سلفيت وقلقيلية وتجمعات سكانية مثل بديا وقراوة بني حسان وكفر ثلث وسنيريا، والاحتلال يريد تقطيع الأوصال بإقامة بؤرة استيطانية في المكان بعد أن قام بتزوير صفقات بيع في الثمانينيات من خلال سماسرة وشركات استيطانية، وتم تزوير ما يقارب 500 دونم في الخلة التي تصل مساحتها قرابة الخمسة آلاف دونم، ومن خلال المتابعة القانونية تم استرجاع 104 دونمات إضافة إلى قضايا في المحاكم ما زالت قائمة.
المسن فوزي غانم
وفي شرق محافظة قلقيلية في قرية أماتين، خاض المسن فوزي غانم (75 عاماً) معركة وحده منذ عام 1991 ضد المستوطن يائير الذي استولى على أرضه بزعم وجود بيع في الأرض بمساحة 37 دونماً.
يقول الحاج غانم: منذ عام 1991 حتى عام 2016 استطعت استعادة أرضي المصادرة بقرار محكمة، وجن جنون المستوطن يائير الذي هددني بالقتل أنا وأولادي، ولكن صاحب الحق لا يخاف، فالأرض تستحق التضحية.