انتصار طارق بن زياد في معركة “وادي ليكا”
عام 93هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك بعد انتصار طارق بن زياد في معركة “وادي ليكا”، التي اشتعلت في الثامن والعشرين من رمضان للعام 92هـ، وانهزم فيها “رديريكو”، قائد الإسبان، قام موسى بن نصير، قائد الجيش العربي المسلم في شمال أفريقيا في مثل هذا اليوم بالعبور بجيش مكون من ثمانية عشر ألف مقاتل إلى إسبانيا، محاولاً إتمام الفتح الإسلامي لإسبانيا، سار موسى بن نصير في طريق غربي، غير الطريق الذي سلكه قائده طارق بن زياد، فاستولى على مدن أخرى لم يستولِ عليها طارق مثل: كرمونا وسيفيليا، أي أشبيلية وماريندا، ثم التقى بطارق وجيشه عند نهر تاخو بالقرب من العاصمة الإسبانية طليطلة، تابع القائدان سيرهما في أقصى الشمال وأخذت المدن تتساقط بأيديهما تباعاً حتى بلغا حدود فرنسا الجنوبية، بعد ذلك جاءت أوامر الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك برجوعهما إلى عاصمة الخلافة الإسبانية دمشق، فولى موسى بن نصير على الأندلس ابنه عبدالعزيز في أواخر عام 95هـ، وقام ابنه عبدالعزيز بمتابعة فتح الأندلس.
من هو هذا البطل العظيم
هذا البطل العظيم ليس من أصل عربي، ولكنه من أهالي البربر الذين يسكنون بلاد المغرب العربي، وكثير من هؤلاء البربر دخل في الإسلام، منهم عبدالله، جد طارق بن زياد، وهو أول اسم عربي إسلامي في نسبه، أما باقي أجداده فهم من البربر الذين يتميزون بالطول واللون الأشقر.. وقد نشأ طارق بن زياد مثلما ينشأ الأطفال المسلمون فتعلم القراءة والكتابة وحفظ سوراً من القرآن الكريم وبعضاً من أحاديث النبي – صلى الله عليه وسلم- ثم ساعده حبه للجندية في أن يلتحق بجيش موسى بن نصير أمير المغرب، وأن يشترك معه في الفتوح الإسلامية، وأظهر شجاعة فائقة في القتال ومهارة كبيرة في القيادة لفتت أنظار موسى بن نصير؛ فأعجب بمهاراته وقدراته واختاره حاكماً لـ”طنجة” المغربية التي تطل على البحر المتوسط.
كانت بلاد الأندلس يحكمها ملك ظالم يدعى “لذريق”، كرهه الناس وفكروا في خلعه من الحكم والثورة عليه بالاستعانة بالمسلمين الذين يحكمون الشمال الأفريقي بعد أن سمعوا كثيراً عن عدلهم، وتوسط لهم الكونت “يوليان” حاكم “سبتة” القريبة من “طنجة” في إقناع المسلمين بمساعدتهم، واتصل بطارق بن زياد يعرض عليه مساعدته في التخلص من “لذريق” حاكم الأندلس، وقد رحب طارق بهذا الطلب، ووجد فيه فرصة طيبة لمواصلة الفتح والجهاد، ونشر الإسلام وتعريف الشعوب بمبادئه السمحة، فأرسل إلى موسى بن نصير، أمير المغرب، يستأذنه في فتح الأندلس، فطلب منه الانتظار حتى يرسل إلى خليفة المسلمين الوليد بن عبدالملك بهذا العرض، ويستأذنه في فتح الأندلس ويشرح له حقيقة الأوضاع هناك، فأذن له الخليفة، وطلب منه أن يسبق الفتح حملة استطلاعية يكشف بها أحوال الأندلس قبل أن يخوض أهوال البحر، واستجابة لأمر الخليفة بدأ طارق يجهز حملة صغيرة لعبور البحر المتوسط إلى الأندلس بقيادة قائد من البربر يدعى طريف بن مالك، وتضم خمسمائة من خيرة جنود المسلمين؛ وذلك لاستكشاف الأمر ومعرفة أحوال الأندلس، وتحركت هذه الحملة في شهر رمضان من سنة (91هـ/ يوليو 710م) فعبرت في أربع سفن قدمها لها الكونت “يوليان”، ونزلت هناك على الضفة الأخرى في منطقة سميت بجزيرة “طريف” نسبة إلى قائد الحملة، وقامت هذه الحملة الصغيرة بدراسة البلاد وتعرفوا جيداً عليها، ولم تلق هذه الحملة أي مقاومة، وعادت بغنائم وفيرة.
وقد شجعت نتيجة هذه الحملة أن يقوم طارق بن زياد بالاستعداد لفتح بلاد الأندلس، وبعد مرور أقل من عام من عودة حملة طريف، خرج طارق بن زياد في سبعة آلاف جندي معظمهم من البربر المسلمين، وعبر مضيق البحر المتوسط إلى الأندلس، وتجمع المسلمون عند جبل صخري عرف فيما بعد باسم جبل طارق في (5 رجب 92هـ/ 27 أبريل 711م)، وأقام طارق بتلك المنطقة عدة أيام، وبنى بها حصنًا لتكون قاعدة عسكرية بجوار الجبل، وعهد بحمايتها إلى طائفة من جنده لحماية ظهره في حالة اضطراره إلى الانسحاب.
عام 113هـ:
مولد عبدالرحمن الداخل:
في 5 رمضان 113هـ الموافق 9 نوفمبر 731م وُلد عبدالرحمن الداخل (صقر قريش) في دمشق، وهو مؤسس الدولة الأموية في الأندلس.
عام 362هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك 6 يوليو 938م، كان دخول المعّز الفاطمي للديار المصريّة، حيث دخل مدينة الإسكندريّة، فنزل القصرين اللذين بناهما قائده العسكري جوهر الصقلي، قيل: إنه أول ما دخل إلى محل ملكه خرّ ساجداً، شاكراً الله عزّ وجّل، ثم كان أول حكومة انتهت إليه، أن امرأة كافور الإخشيدي ذكرت أنها كانت أودعت رجلاً من اليهود الصواغ قباء ومن لؤلؤ منسوج بالذهب، وأنه جحدها ذلك اليهودي، فاستحضره المعّز وقرره فجحد ذلك وأنكره، فأمر أن تحفر داره. ويُستخرج منها ما فيها، فوجدوا القباء بعينه قد جعله في جرة ودفنه في بعض المواضع من داره فسلّمه المعّز إليها، فقدمته له فأبي أن يقبله منها، فاستحسن الناس منه ذلك. وقد ثبت في الصحيح أن الرسول (عليه الصلاة والسلام) قال: (إن لله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر).
كان المعز لدين الله هو رابع الخلفاء الفاطميين في المغرب وأول الخلفاء الفاطميين في مصر، وقد أرسل أكفأ قواده وهو جوهر الصقلي للاستيلاء على مصر من العباسيين فدخلها وأسس مدينة القاهرة، وحينما انتهى جوهر الصقلي من ذلك أرسل في طلب المعز إلى القاهرة لافتتاحها، وأسس له قصراً كبيراً عرف باسم القصر الشرقي، وكان المعز يتصف بالرزانة والحكمة وسداد الرأي، وحين دخل المعز لدين الله مصر تقدم له بالطاعة قائد الجيش ونزل المعز بالجيش في هذا الموضع الذي هو منطقة القاهرة داخل أسوار المدينة.
عام 534هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك 24 أبريل 1140م، سار المجاهد عماد الدين زنكي إلى حوران، وقد علم بتحركات الصليبيين إلى دمشق، عازماً على قتال الفرنج قبل أن يجتمعوا بالدمشقيين، فلما سمع الفرنج خبره لم يفارقوا بلادهم، لشدة خوفهم من المجاهد عماد الدين زنكي، في حين عاد إلى حصار دمشق من جديد، ولكنه رحل عنها عائداً إلى بلاده، وأجّل موضوع دمشق إلى وقت آخر، لإحساسه بضعف قواته أمام التحالف الصليبي.
حدث هذا في نفس الوقت الذي وصل فيه الصليبيين إلى دمشق واجتمعوا مع أتباك دمشق، وأرسل معين الدين إلى بانياس في عسكر دمشق ليأخذها ويسلّمها للصليبيين، وكانت من بلاد عماد الدين، فنازلها معين الدين ومعه طائفة من الفرنج فأخذها وسلّمها للصليبيين، وهذا أسوأ ما يفعله ولي أمر جماعة من المسلمين من أجل المحافظة على عرشه ومركز حكمه يضحّي بأرض الإسلام في سبيل استمراره في الحكم، ولما سمع عماد الدين أخبار حصار الدماشقة والصليبيين لبانياس عاد إلى بعلبك ليدافع عن بانياس من يحاصرها، ولكن سقوط بانياس أغضب عماد الدين، وزاد من غضبه أن يتحالف حاكم مسلم مع الصليبيين ضد المسلمين، فسار بقواته فنزل دمشق ليلاًً، ولا يعلم به أحد من أهلها فلما أصبح الناس وروا عسكره، خافوا وخرج أهل دمشق لقتاله، فلم يمكن الأمير عماد الدين عسكره من الإقدام عليهم، لغيبة أكثر عسكره في الإغارة وتفرقهم، فقفل عماد الدين بقواته إلى بلاده.
عام 577هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك السلطان صلاح الدين الأيوبي يأمر بتعمير الأسطول البحري الإسلامي في الإسكندرية، كانت الإسكندرية محل اهتمام القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي؛ لما كان يربط بأهلها روابط الاعتزاز منذ أن ساندوه وقت حصار الصليبيين قرب نهاية الدولة الفاطمية في مصر، كانت هذه هي الزيارة الثانية لمدينة الإسكندرية. وقد أحضر صلاح الدين معه ولديه الأفضل علي، والعزيز عثمان، وكان في الزيارة الأولى قد أمر بتعزيز أسوار الإسكندرية وحصونها، أما في الزيارة الثانية فقد أمر بتعمير الأسطول البحري، فجمع له من الأخشاب والصنّاع أشياء كثيرة وجهزها بالآلات والسلاح، خرج صلاح الدين من مصر في صيف عام 578هـ؛ إذ أراد أن يقضي البقية الباقية من عمره في جهاد متواصل ضد الصليبيين في الشام، وقد حدث عندما اجتمع صلاح الدين بأمراء مصر وكبار قواده لوداعه قبل رحيله إلى الشام إذ أطل من بين الحضور معلمٌ لبعض أولاده فأنشد كأنه يودع السلطان قائلاً:
تمتع من شميم عرار نجد فما من بعد العشية من عرارِ
فتشاءم السلطان صلاح الدين عندما سمع هذا البيت، وأحسّ أنه لن يعود ثانية إلى مصر، وقد صدق توقعه، إذ إنه لم يعد إلى مصر وتوفي في دمشق ودفن فيها.
عام 666هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك نجاح المسلمين بقيادة بيبرس في استرداد مدينة أنطاكية من يد الصليبيين بعد أن ظلت أسيرة في أيديهم 170 عاماً، وكان لوقوعها صدى كبير، فقد كانت ثاني إمارة بعد الرها يؤسسها الصليبيون في الشرق عام 491هـ/ 1097م، رحل بيبرس من طرابلس في (24 شعبان 666هـ/ 9 مايو 1268م) دون أن يطلع أحداً من قادته على وجهته، واتجه إلى حمص، ومنها إلى حماة، وهناك قسّم جيشه ثلاثة أقسام، حتى لا يتمكن الصليبيون من معرفة اتجاهه وهدفه، فاتجهت إحدى الفرق الثلاث إلى ميناء السويدية لتقطع الصلة بين أنطاكية والبحر، وتوجهت الفرقة الثانية إلى الشمال لسد الممرات بين قلقيلية والشام لمنع وصول إمدادات من أرمينية الصغرى.
أما القوة الرئيسة وكانت بقيادة بيبرس فاتجهت إلى أنطاكية مباشرة، وضرب حولها حصاراً محكماً في (أول رمضان 666هـ/ 15 مايو 1268م)، وحاول بيبرس أن يفتح المدينة سلماً، لكن محاولاته تكسرت أمام رفض الصليبيين التسليم، فشن بيبرس هجومه الضاري على المدينة، وتمكن المسلمون من تسلق الأسوار في الرابع من رمضان، وتدفقت قوات بيبرس إلى المدينة دون مقاومة، وفرت حاميتها إلى القلعة، وطلبوا من السلطان الأمان، فأجابهم إلى ذلك، وتسلم المسلمون القلعة في (5 رمضان 666هـ/ 18 مايو 1268م) وأسروا من فيها، وقد غنم المسلمون غنائم كثيرة، بلغ من كثرتها أن قسمت النقود بالطاسات، وبلغ من كثرة الأسرى أنه لم يبق غلام إلا وله غلام، وبيع الصغير من الصليبيين باثني عشر درهماً، والجارية بخمسة دراهم.
عام 1366هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الجيش العثماني يحتل مدينة تبريز الإيرانية أثناء الحرب العالمية الأولى.
عام 1367هـ:
مجزرة صهيونية في مدينة اللد:
في 5 رمضان 1367هـ الموافق 11 يوليو 1948م: وحدة كوماندوز صهيونية بقيادة “موشيه ديان” ترتكب مجزرة في مدينة اللد بفلسطين، حيث اقتحمت المدينة وقت المساء تحت وابل من القذائف المدفعية، واحتمى المواطنون من الهجوم في مسجد دهمش، وقتل في الهجوم 426 فلسطينياً، ولم يتم الاكتفاء بذلك بل بعد توقف عمليات القتل اقتيد المدنيون إلى ملعب المدينة حيث تم اعتقال الشباب، وأعطي الأهالي مهلة نصف ساعة فقط لمغادرة المدينة سيراً على الأقدام دون ماء أو طعام؛ ما تسبب في وفاة الكثير من النساء والأطفال والشيوخ.