صباح يوم الأحد 31 يناير الماضي، أقدم شاب فلسطيني يقود سيارة على إطلاق النار من مسدسه باتجاه مجموعة من جنود الاحتلال الصهيوني عند حاجز مستوطنة “بيت إيل” قرب رام الله في الضفة الغربية، فأصاب ثلاثة منهم.
مثل هذه العمليات تقع بشكل شبه يومي في الضفة الغربية منذ انطلاق انتفاضة القدس في شهر أكتوبر الماضي، لكن ما يميّز هذه العملية أن منفّذها هو أمجد السكري (34 عاماً) من بلدة جماعين قرب نابلس، وهو شرطي فلسطيني برتبة رقيب، يعمل في وحدة الحراسات، وهو مرافق شخصي لرئيس نيابة رام الله أحمد حنون.
أمجد السكري كتب على “فيسبوك” قبل تنفيذ عمليته: “لا شيء على هذه الأرض يستحق الحياة ما دام الاحتلال يكتم أنفاسنا ويقتل إخوتنا وأخواتنا”.
وكتب أيضاً “اللهم أمتني على شهادة أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمداً رسول الله.. سامحوني”.
تقول الرواية: إن أمجد السكري يحمل رخصة سلاحه، ويقود سيارة شرطة تابعة للسلطة، يستطيع أن يتجول بها وأن يعبر الحواجز “الإسرائيلية”.
أوقف أمجد سيارته قرب الحاجز وأشهر مسدسه، وأصاب ثلاثة من الجنود.
أهمية هذه العملية أن منفذها من جهاز الشرطة التابع للسلطة الفلسطينية، وهو يحمل سلاحاً ويقود سيارة مرخصة من الاحتلال، ويوجد مثل أمجد 70 ألف عنصر أمن، أكثر ما يخشاه الاحتلال هو أن يتأثر هؤلاء بانتفاضة القدس، وبأجواء مواجهة الاحتلال، الذي يقوم كل يوم بقتل الفلسطينيين واعتقالهم، وبتدمير منازلهم ومحاصيلهم الزراعية.
عملية أمجد السكري جاءت بعد أسبوع من تعهّد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس باستمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال، وبعد أيام من التصريح الذي أدلى به اللواء ماجد فرج رئيس المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية الذي قال فيه: إنه أحبط 200 عملية ضد الاحتلال.
عملية أمجد السكري لاقت ارتياحاً شعبياً فلسطينياً واسعاً، وأيدتها الفصائل الفلسطينية، لكنها بلا شكّ ستزيد من مستوى الخوف والحذر عند “الإسرائيليين”، وستدفع الاحتلال للتشدد أكثر مع هؤلاء، وللطلب من رؤسائهم التشدد في مراقبة العناصر الأمنية.
في السابق قامت قوى فلسطينية ووسائل إعلامية بتحريض العناصر الأمنية الفلسطينية على تنفيذ عمليات، وعدم الرضوخ لأوامر الاحتلال، والانخراط مع الشعب في مواجهة الجيش “الإسرائيلي”، وهذا يأتي من ضمن قناعة أن تجاوب المئات من هذه العناصر سيؤدي إلى نتائج خطرة على الاحتلال.
الحكومة “الإسرائيلية” تتخوف من هذه اللحظة، ولذلك أهم ما تفعله اليوم هو إعداد خطة لاحتلال كامل الضفة الغربية بعد سقوط السلطة.