تسعى حكومة اليمين المتطرف إلى تجريم النضال الفلسطيني، من خلال وصفه بالإرهاب، وضم دول العالم إلى هذا المربع العنصري.
المركز النسوي في قرية برقة قضاء نابلس، المخصص لدعم المرأة الفلسطينية والذي حمل اسم الشهيدة دلال المغربي، جعلت منه حكومة الاحتلال مثالاً على تجريم النضال الفلسطيني، وطالب الموظف “الإسرائيلي” خلال اتصاله الهاتفي بمنسق العمليات الإنسانية، أن تقوم الأمم المتحدة بإعادة النظر بكل ما يتعلق في تمويل المركز الذي أطلق عليه اسم دلال المغربي، والحصول على تعهدات بعدم تكرار مثل هذه الأحداث مستقبلاً.
تجريد الشعب من النضال
المحلل السياسي جهاد حرب قال لـ”المجتمع”: هذه الحادثة تؤكد ما تقوم به حكومة اليمين من تجريد الشعب الفلسطيني من نضال طويل ضد الاحتلال، ووصف هذا النضال بالإرهاب، وأنه جزء من عملية تحريض ضد اليهود، وسيكون هذا الإجراء “الإسرائيلي” بحق مركز الشهيدة دلال المغربي بداية مسلسل مرعب، وسيتم ملاحقة كل العناوين الفلسطينية التي تحمل اسم الشهداء الذين ضحوا بدمائهم من أجل تحرير وطنهم.
وأضاف: الاحتلال يستغل الثغرة الثقافية بين العالم والمفردات الفلسطينية، فمثلاً كلمة شهيد عندنا يتم تفسيرها من قبل الاحتلال إلى العالم على أنه إرهابي، وخلال مشاركتي في مؤتمر في فرنسا حول الثقافة، أوضحت للحاضرين معنى كلمة شهيد عندنا، من خلال ضرب مثال لجندي فرنسي قتل دفاعاً عن وطنه يتم تسميته بالضحية عندهم.
وتابع قائلاً: الاحتلال من قضية مركز الشهيدة دلال المغربي سيعمل على محاصرة الفلسطينيين في كل المجالات، وقضية التحريض شماعة لمنع أي تعاطف مع أي فلسطيني يقتله جنود الاحتلال في المناطق الفلسطينية.
ثقافة
ولفت حرب قائلاً: من ثقافة الشعب الفلسطيني إطلاق أسماء شهداء الثورة الفلسطينية على مراكز ومؤسسات وميادين ومدارس ومعاهد وكليات، وهذا سيكون في دائرة الملاحقة الإعلامية والأمنية “الإسرائيلية”، ولا أحد يمتلك الحصانة أمام هذا الابتزاز والتشويه، وما جرى للرئيس محمود عباس في زيارة ترمب من فبركة المؤسسة “الإسرائيلية” بإشراف المستوى السياسي، شريط فيديو يتهم الرئيس الفلسطيني بالتورط في عملية التحريض ضد حكومة الاحتلال، مثال حي كي يتم تضليل ترمب تجاه الفلسطينيين.
إعادة أموال
وكانت وزارة الخارجية النرويجية طالبت السلطة الفلسطينية بإعادة أموال قدمتها الحكومة النرويجية لتأسيس مركز نسوي في قرية برقة قضاء بنابلس، وذلك بعد إطلاق اسم الشهيدة دلال المغربي على المركز، وهو المركز المعني بالنهوض بأوضاع المرأة.
محاربة أسماء
د. أمين أبو وردة، المتخصص في الإعلام الإلكتروني، قال لـ”المجتمع”: محاربة أسماء شهداء نفذوا عمليات بطولية ضد الاحتلال، وتجريم عملهم وتشويه نضالهم، يأتي في سياق ضرب صمود وإرادة الشعب الفلسطيني وتجفيف منابع الدعم المخصص للفلسطينيين، وتسعى “إسرائيل” إلى تجنيد المنابر الأممية إلى هذا المربع، ليكون الفلسطيني في دائرة الاتهام المباشر.
ولفت أبو وردة إلى قضية منع التحريض على الأسرى في سجون الاحتلال باعتبارهم من الإرهابيين، ومحاولة تصوير مخصصاتهم المالية من قبل السلطة على أنها مخصصات لدعم الإرهابيين.
ملاحقة المفردات
وقال المحلل السياسي المقدسي ناصر الهدمي: الاحتلال يمارس دوراً خطيراً على أرض الواقع، ويلاحق كل مفردة فلسطينية فالأذان والمساجد يتم التحريض عليها، والمناهج الفلسطينية تدخل في هذا الإطار والمؤسسات العاملة لدعم الفلسطينيين، فالاحتلال وجد ضالته في تهمة التحريض ويستخدمها بشكل واسع، لمنع أي تعاطف أممي مع القضية الفلسطينية، ففي القدس التحريض ضد المقدسات الإسلامية لا يتوقف وفي مقدمتها المسجد الأقصى وقبة الصخرة، فاقتحام المسجد الأقصى إرهاب وتخويف ومنع للصلاة داخل المسجد الأقصى، وما فعلته وزيرة “إسرائيلية” بارتداء فستان يحمل قبة الصخرة والمسجد الأقصى وسور القدس في مهرجان دولي دليل على أن حكومة الاحتلال تحرض علينا وعلى مقدساتنا، ثم نتهم نحن بالتحريض.