دعا الأمين العام لاتحاد علماء المسلين د. علي القره داغي إلى إصلاح النظام الاجتهادي والتعليمي في بلداننا الإسلامية حتى يقوم النظام الاجتهادي بالتجديد المنضبط والجمع بين الأصالة والمعاصرية.
جاء ذلك في كلمته في افتتاح الجمعية العمومية للاتحاد التي انطلقت، مساء اليوم السبت، في مدينة إسطنبول التركية، التي وجه فيها عدة رسائل مهمة للقادة السياسيين والعلماء والإعلاميين.
ففي سياق سرده لإنجازات الاتحاد، أكد القره داغي أن التجارب تدل على أن إصلاح الأمة يمر من خلال إصلاح النظام السياسي حتى يكون حكماً رشيداً عادلاً يحافظ على الحقوق والحريات، مشيراً إلى أن الاتحاد أقام عدة مؤتمرات من أجل ذلك.
وأكد أن إصلاح الأمة يتحقق أيضاً بإصلاح النظام التعليمي والاقتصادي والاجتماعي لتتحقق التنمية الشاملة للأمة.
ثم أشار الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين إلى أن التجارب والنصوص الشرعية تدل على أننا نحتاج إلى إصلاح النظام الاجتهادي والتعليمي في بلداننا الإسلامية حتى يقوم النظام الاجتهادي بالتجديد المنضبط والجمع بين الأصالة والمعاصرية.
ثم وجه القره داغي رسالة إلى القادة السياسيين دعاهم فيها إلى تطبيق الشريعة والدفاع عن قضايا الأمة وحمايتها.
ثم وجه رسالة إلى العلماء دعاهم فيها إلى القيام بدورهم في وراثة الأنبياء من خلال العمل الجاد لتثبيت الثوابت وتعظيمها وترسيخ قيم العدل والوسطية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وفقاً لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم ومن اتبعه بإحسان بعيداً عن تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهين.
ودعا العلماء كذلك إلى تحقيق التعاون بينهم؛ فالمعركة ضد الإسلام وليست ضد الأحزاب، فعلى العلماء من جميع الحركات أن يتحدوا لحماية الإسلام من هذه المعركة الكبرى.
وكانت الرسالة التالية من أمين عام اتحاد علماء المسلمين موجهة إلى الإعلاميين؛ حيث ذكرهم بأن دورهم يعد جهاداً كبيراً بلفظ القرآن حيث قال تعالى: (وجاهدهم به جهاداً كبيراً)، بنشر القرآن وإعلامه والإسلام وتعاليمه، داعياً إياهم إلى استشعار رقابة الله والمسئولية أمام الله والأجيال كلها، وتحري الصدق وبيان الحقائق والتثبت منها.
ثم أشار القره داغي إلى أن الإسلام دعا أهل الكتاب إلى التسامي فوق الخلافات؛ حيث ذهب إلى أن معنى “تعالوا” في قول الله تعالى: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة) يعني “تساموا”.
ثم دعا جميع المسلمين إلى نبذ الخلافات بينهم حتى يتمكنوا من التواصل مع الأمم الإنسانية الأخرى، ومن ثم دعوتهم أن يجتمعوا على كلمة سواء، ودعوة جميع البشر إلى التعاون البناء والعدل والإنصاف بدلاً من الحروب، مؤكداً أن الحرب في الإسلام ليست أصلاً؛ بل شرعت للدفاع عن الدين والوطن، مستشهداً بقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان).
وكان القره داغي قد أشار في بداية كلمته غلى أن نحو 2030 عالماً يمثلون مختلف القارات والدول يشاركون في الجمعية العمومية للاتحاد التي تستضيفها تركيا، التي تقدم لها بالشكر والتقدير على ذلك.
وذكر أن الاتحاد برئاسة د. يوسف القرضاوي –الذي قام بتأسيسه- يضم عشرات الآلاف من العلماء وأكثر من 50 جمعية علمائية.
ومن المتوقع أن تشهد الجمعية العمومية للاتحاد –على مدار ثلاثة أيام- مرحلة مهمة من مراحل عمل الاتحاد وعلمائه؛ حيث سيتم انتخاب رئيس للاتحاد ونوابه والأمين العام ومساعديه ومجلس الأمناء.