دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني التيار المحافظ في بلاده إلى التأني وعدم التسرع في اتخاذ أي قرارات بشأن البرنامج النووي، في حين طمأن وزير الخارجية جواد ظريف القوى الدولية بشأن استعداد طهران للوفاء بالتزاماتها بالكامل إذا ما عادت الولايات إلى الاتفاق النووي.
وقال الرئيس روحاني “أدعو الجميع في البرلمان والسلطة القضائية والقوات المسلحة إلى أن نتضامن ونسعى جميعا لخلق حالة من الأمل والاستقرار داخل البلاد”.
جاء ذلك بعد تصديق البرلمان على قانون يقضي بتقييد حركة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووقف العمل بـ”البروتوكول الإضافي”. وصادق مجلس صيانة الدستور على هذا القانون أمس الأربعاء.
وتزامن تصعيد التيار المحافظ مع مقتل العالم النووي الإيراني فخري زاده، الذي اغتيل الجمعة الماضية قرب طهران. وتتهم إيران إسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف خلف العملية.
لكن روحاني شدد اليوم الخميس على ضرورة أن تُبنى القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية على أساس من الحكمة والتجارب السابقة.
وأضاف “لا نتسرع لحل بعض المواضيع ولا نرتبك.. ولا نخاف من أن يعود فضل أي تحرك إيجابي إلى الحكومة.. دعونا نختار خطواتنا بالتأني والحكمة”.
وتحاول حكومة روحاني منع المحافظين من الهيمنة على الملف، مما قد يحول دون التوصل لتفاهم مع الرئيس الأميركي المقبل جو بايدن، الذي يتسلم منصبه الشهر المقبل.
وقال روحاني “دعونا نسمح لمن لديه تجارب في هذه الملفات لأكثر من 20 عاما وألحق الهزيمة بالولايات المتحدة في ملف السياسة الخارجية، أن ينجز عمله.. نعلم أننا جميعا أشقاء وهدفنا واحد”.
وأكد روحاني على ضرورة ألا يصبح الاتفاق النووي بوجه خاص ضحية لصراعات داخلية على السلطة.
ويرى مراقبون أن المحافظين يريدون قطع الطريق على أي مفاوضات قد يدخل فيها الرئيس الإصلاحي روحاني مع الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، وذلك بهدف تقليل فرص فوز القوى الإصلاحية المعتدلة في الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.
وخاطب روحاني خصومه السياسيين قائلا “زملائي الأعزاء، الوقت لا يزال مبكرا جدا لبدء الحملات الانتخابية”.
حسن النية
من جانبه، حث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم الخميس الولايات المتحدة على إبداء حسن النية بالعودة للاتفاق النووي لعام 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترمب عام 2018.
وأضاف أنه إذا احترمت الولايات المتحدة التزاماتها الأصلية، فإن طهران ستعود للامتثال الكامل للاتفاق.
وشدد ظريف على أنه يجب على واشنطن التوقف عن انتهاك قرارات مجلس الأمن، واصفا إدارة الرئيس دونالد ترمب بالمارقة.
وأكد أن إيران لن تعيد التفاوض بشأن ما تم التوصل إليه في الاتفاق النووي.
وفي سياق آخر، قال ظريف لمؤتمر دبلوماسي إيطالي عبر رابط فيديو، إن طهران مستعدة لمزيد من صفقات تبادل السجناء بعد أن بادلت أكاديميا بريطانيا أستراليا مسجونا بثلاثة إيرانيين محتجزين في الخارج.
وأضاف “بوسعنا دوما أن نكون جزءا من ذلك، هذا في صالح الجميع.. إيران على استعداد للمبادلة. نستطيع القيام بذلك غدا ويمكن أن نقوم بذلك اليوم”.
من جهته، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي ديفيد ماك اَليستر إن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن أوضح أنه ربما يأخذ بعين الاعتبار عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي.
وأضاف في مقابلة مع برنامج “بلا حدود” على شاشة الجزيرة أن الاتحاد الأوروبي يرحب بذلك الطرح.