شعر: يحيى برزق (*)
لأني أحمل الإيمان والجرح الفلسطيني
لأن غمائم الأفيون لم تخمد براكيني
لأني لم يكن إلا جهاداً دامياً ديني
أشرد في منافي الأرض أجلد في الزنازين
لأني ما خفضت الرأس في ريح الخيانات
لأني ما طبعت على عقود الذل بصماتي
أسير على جراحاتي وتنهشني عذاباتي
وكل جريمتي أني فلسطيني فلسطيني
لأن القدس لي دار وأسوار وآثار
أحب القدس إن الحب إيثار وإصرار
وصوت حبيبتي في الأسر للأحرار إعصار
تردد أرجعوا مجدا على ساحات حطين
لأني في سبيل الله موتي يوم ميلادي
هزئت بجمر أصفادي سخرت بصوت جلادي
ولما اخترت لم أختر سوى التحرير ميعادي
هنالك حيث يغدو الموت حلوا ً في فلسطين
وبسم الله والدينِ سأهتف في الميادين
فلا الأهواء تفنيني ولا الأيام تنسيني
هوى أرضي التي تزدان بالزيتون والتين
فأول قبلة للناس قد كانت فلسطيني
____________________________
(*) المصدر: ديوان «يا قدس».