أكد نائب المدير العام لدائرة الأوقاف في المسجد الأقصى ناجح بكيرات أن سياسة الاحتلال في المسجد الأقصى استنزاف الموظفين من خلال سياسة الإبعاد الظالمة لفترات طويلة، وتجفيف منابع الأوقاف داخل المسجد الأقصى بحيث يبقى فارغاً بحجة إغلاق باب الرحمة.
وقال في حديث مع “المجتمع”: هناك أكثر من 20 موظفاً وحارساً تم إبعادهم لفترات طويلة تزيد على 4 أشهر، وهذا الأمر هو بحد ذاته سياسة انتقامية من الاحتلال للأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصى صاحبة الولاية والسيادة على المسجد الأقصى وكافة الأوقاف الإسلامية.
وأضاف بكيرات أن ما يجري في هذه الأثناء لرد الاعتبار على أحداث السادس عشر من فبراير الماضي بعد فتح باب مبنى الرحمة الذي هو جزء أساسي من المسجد الأقصى، إضافة إلى رسالة تخويف للمجتمع المقدسي من خلال القول: إننا استهدفنا رموزكم الدينية.
وتابع قائلاً: الأوقاف الإسلامية مارست صلاحياتها في فتح باب الرحمة باعتبار أنه لا يوجد قرار بإغلاقه، فالقرار كان يخص لجنة التراث التي انتهت منذ عشر سنوات، ومبنى باب الرحمة للمسلمين وحدهم والأحقية الدينية والتاريخية لنا كمسلمين، مضيفاً: لا يوجد للجماعات المتطرفة أي حق ديني، فخرافاتهم عن الهيكل المزعوم لا علاقة لها بأرض الواقع، ودولة الاحتلال قائمة على الكذب والتضليل.
وأشار بكيرات إلى أن ما يجري من اعتقالات وإبعاد لشخصيات مقدسية وازنة هو إرضاء لليمين المتطرف بأن حكومة الاحتلال بإجراءاتها التعسفية طالت الرموز الدينية في المدينة المقدسة، كما أنها رسالة للمواطن المقدسي أنه لا توجد حصانة لأي شخصية أو مرجعية دينية، وأن ما يجري هو محاولة لإعادة الأمور إلى ما قبل تاريخ 16 فبراير 2019، وهو اليوم الذي فتح فيه باب مبنى الرحمة وأقيمت الصلاة فيه لأول مرة منذ 16 عاماً من الإغلاق والحرمان.
ولفت بكيرات إلى أن قرارات الإبعاد والاعتقال التي صدرت بحقه فاقت الـ19 مرة، وهذا الأمر لن يمنعني عن خدمة المسجد الأقصى، فالقرار ليس بإبعادي عن المسجد الأقصى فقط، بل والطرقات المؤدية للمسجد الأقصى كإجراء عنصري.
ونوه قائلاً: لن يُغلق باب مبنى الرحمة مرة ثانية، وهناك توجه للترميم مباشرة، وعلى سلطات الاحتلال إدخال المواد اللازمة للترميم باعتبار أن الأوقاف هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن ترميم المسجد الأقصى بكل مكوناته.
وتابع: نحن نراهن على الأمة الإسلامية بالتدخل باعتبار أن مشروع المسجد الأقصى لا يخص الفلسطينيين وحدهم بل لكل المسلمين، فإذا ضاع باب الرحمة ضاع المسجد الأقصى.
وأضاف أن الوصاية الهاشمية كموقف سياسي قوي يجب أن تستمر، فالقرار السياسي الأردني يتضمن فتح باب مبنى الرحمة، والأوقاف تتابع الأمر، وقرار الترميم الصادر يجب أن ينفذ، وتفاصيل الاستخدام تترك للأوقاف.