رضوان الأخرس
في البداية، من المهم القول: إننا نتحدث عن منطقة جغرافية لا تتجاوز مساحتها نصف كيلو متر مربع، ويقطنها حوالي 14 ألف نسمة من اللاجئين الفلسطينيين.
عاش أجدادهم النكبة والنكسة، لكنهم لم يستسلموا رغم كل ما أصابهم فخاضوا المعارك تلو المعارك وقاوموا الاحتلال ببسالة وشجاعة أسطورية.
بينهم ابن الشهيد وأخو الجريح وأم الأسير وزوجة المقاوم، والكثير منهم فقدوا أقاربهم في معركة جنين عام 2002 وخلال المعارك والانتفاضتين.
وجل المقاومين اليوم في المخيم كانوا أطفالاً أو لم يُولدوا بعد عام 2002، وشهداء اليوم التسعة أكبرهم عمره 23 عاماً؛ أي أن عمره كان عامين فقط حينما دخلت قوات الاحتلال «الإسرائيلي» آنذاك المخيم من أجل القضاء على المقاومة.
واليوم يعيد الاحتلال الكَرَّة مجدداً ويدخل المخيم من أجل نفس الغاية وباستخدام الأدوات ذاتها، في محاولة جديدة لإخضاع إنسان لاجئ ذنبه الوحيد أنه يطلب حقه وأرضه ويدافع عنهما.
من الغباء أن يكرر الاحتلال نفس التجربة ويتوقع نتائج أفضل، وكما قال الشهيد محمود طوالبة، ابن المخيم وأحد قادة معركة جنين: عليهم الرجوع إلى بلادهم، فطالما هم في بلادنا لن يجدوا الأمان، حتى لو اعتقلوا حتى لو اغتالوا، وهم منذ 50 عاماً يقولون: قضينا على المقاومة، لكن لم يفلحوا لأن كل جيل يسلم الراية لمن بعده.
___________________
كاتب فلسطيني.