أيقنت الأمم المتحدة بأهمية العمل الخيري لبناء الإنسان باعتباره الطريق للخلاص من الفقر والعوز الذي يعيشه، وقدرته الأمم المتحدة بـ811 مليون إنسان جائع حول العالم، لعدة أسباب؛ أولها الصراعات التي يقترفها الإنسان، ولا سبيل للخروج من هذه الأزمة الطاحنة إلا بإعطاء منظمات العمل الخيري حول العالم الحرية في العمل لإنقاذ هؤلاء الناس من شبح الفقر والجوع والجهل .
وقد أدركت الأمم المتحدة ذلك، ففي 9 سبتمبر 2014م قامت بتسمية الكويت مركزاً للعمل الإنساني في العالم، واختيار سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد قائداً للعمل الإنساني.
إن العمل الخيري يؤسس لعدة أمور، فهو يقوم على المشاركة المجتمعية لإنقاذ المحتاجين، ويساعد على تقليل انتشار ظاهرة الفقر ويُقلل من انتشار الجرائم، وخصوصاً جريمة السرقة والاستغلال والنصب والاحتيال.
للعمل الخيري في الإسلام أساس قوي، فقد قال تعالى: (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً) (المزمل: 20)، ودعا الإسلام إلى تكافل البشر جميعًا فيما بينهم، وتدعيم أواصر الصلة والتواصل بغض النظر عن اختلاف الدين، وتعتبر الزكاة في الإسلام من أركانه الخمسة، وكذلك فإن للصدقة في الإسلام أثراً كبيراً، وخصوصاً في السر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صِلَةُ الرَّحِمِ تزيدُ في العُمُرِ وصدَقةُ السِّرِ تطفئُ غضبَ الرَّبِّ”.