الكثير من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي في عالمنا العربي بدأوا يعقدون المقارنات بين المواقف المعلنة لعارضات أزياء وفنانين عالميين ومغنين وممثلين ورياضيين دوليين ومشاهير سوشيال ميديا غربيين بارزين ممن أبدوا تعاطفاً مع أهل غزة المعتدى عليهم وتصدروا المشهد في إدانة الصهاينة المعتدين والتبرؤ ممن وقف معهم من أبناء جلدتهم في دولهم الغربية!!
وبين تلك المواقف المخزية الصادرة من بعض العرب والتي لا يمكن أن تصدر إلا ممن استبطن النفاق في قلبه أو باع ضميره وأرخص لحيته في سبيل عرض من الدنيا زائل من أولئك الذين بدت البغضاء من أفواههم وسالت الأحقاد من أقلامهم المسمومة في طعنهم لأمتهم ودعوتهم المسلمين من أبناء وطنهم للتخذيل وإعلان الولاء للصهاينة بصور متعددة ودعم طغيان جيش الكيان المحتل ضد فلسطين وغزة.
حتى أصبحنا اليوم نسمع في المجالس ومن طلبة الجامعات عبارات مؤلمة مثل “ممثلة الأفلام الإباحية فلانة أشرف من الشيخ فلان” و ” الفنان اليهودي فلان أشرف من السياسي العربي فلان” و “الراقصة فلانة أكثر إنسانية من المثقف العربي فلان” وأن “الحاخام اليهودي فلان أوعى من المعمم فلان” فصارت هذه المقارنات بين شبابنا وبناتنا مثل دمغة العار على جبين الخونة والساقطين العرب الذين باعوا أنفسهم لمن يدفع لهم أو من يحتفظ بفضائح أخلاقية ضدهم أو من المرضى بالأحقاد الدفينة التي أعمت بصائرهم!!
وهكذا فلسطين دوما تنفي خبثها، ثم جاء طوفان الأقصى ليعري من كانوا يسترون توجهاتهم الصهيونية بمحاولات عقلنة مواقفهم، ففضحهم الحدث الأكبر في الصراع المرير بين الحق الخالص وبين الباطل المحض، فصرحوا وباحوا وناحوا وسقطوا في وادي الصهينة السحيق ليقف مشاهير الغرب من عارضات أزياء وراقصات ولاعبين بل ومطارنة وقسس وراهبات وحاخامات على طرف وادي الإنسانية ليرمقوا بنظرات شزر وازدراء واحتقار أهل النفاق من نفايات عربية ولدوا لعوائل مسلمة لأنهم اختاروا الوقوف إلى صف الظالم الصهيوني المحتل ضد المظلومين الذين يفترض أنهم أبناء دينهم وعقيدتهم!!
فتبّا لكل ظلوم جهول اختار التصهين والانسلاخ من أهله وأمته وهويته.