عن الأصمعي قال: سمعتُ أعرابية توصي ابنها وقد أراد سفراً ، فقالت له:
“يا بنيّ، احفظ وصيتي، ومحِّض نصيحتي، وأنا أسالُ الله توفيقه لك؛ فإنَّ قليل توفيقه لك أجدى عليك من كثير نصحي.
يا بني، أوصيك بتقوى الله، وإياك والنمائمَ؛ فإنها تزرع الضغائن، وتنبت الشحائن، وتفرق بين المحبين.
يا بني، إياك والبخل بمالك، والجود بعرضك، والبذل لدينك؛ بل كن بمالك جواداً ، ولعرضك صائناً ، ولدينك موقياً .
يا بني، مَثِلْ لنفسك ما تستحسنه من غيرك مثالاً، ثم اتخذه إماماً . وانظر إلى ما كرهتَه لغيرك فاجْتَنِبْهُ وَدَعْهُ.
واعلم يا بني، أنّ مَن جمع بين الحياء والسخاء؛ فقد استجاد الحلة إزارها ورداءها”. ثم أنشأتْ تقول:
صافِ الكرام وكن لعِرضك صائناً .
واعلم بأنَّ أخا الحفاظ أخوك.
الناس ما استغنيتَ عنهم أنت أخوهُمُ.
فإذا افتقرتَ إليهمُ رفضوك!