عندي إحساس أن نهاية الحوثيين وأعوانهم قربت؛ لأنه ما من أحد تجرأ على الكعبة أو استهدفها إلا قصمه الله، يقول الحق سبحانه عن الحرم: (وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ {25}) (الحج)، قال الشيخ ابن باز: من همَّ بالإلحاد في الحرم المكي فهو متوعَّد بالعذاب الأليم.
الصاروخ الباليستي الذي تم إسقاطه في “السيل”، وهو المكان الذي يضم ميقات قرن المنازل أحد مواقيت الحج والعمرة المكانية، ينذر بخطر يستهدف كعبة المسلمين من قبل الحوثيين.
القارئ للفكر الصفوي سيدرك أن مثل هذا الفعل متوقعاً وممكناً، فهذا الفكر يعتبر مكة في حالة احتلال، ويوجب تحريرها! وأيضاً في أدبيات هذا الفكر أن الكعبة يجب أن تلطخ بالدماء قبل ظهور “الإمام الغائب”، فاستهداف مكة غير مستغرب من قبل الحوثيين الذين يجندون، ويغذون فكرياً من قبل صفوية الفرس.
“داعش” استهدف قبل مدة المدينة، واليوم الحوثي يستهدف مكة، المشكلة أن الاثنين يرفعان همّ المسلمين، والمسلمون برآء منهم.. الداعشي يريد تحرير القدس، وإقامة خلافة إسلامية، والحوثي ردد كثيراً شعارات الموت لأمريكا، والموت لـ”إسرائيل”، وإيران التي تدعم تمردهم تسمي نفسها “الجمهورية الإسلامية”.. أي إسلام يريدونه؟ فواضح إن إسلامهم – المزعوم – يقوم على جثث المسلمين، وعلى استهداف مقدساتهم، بينما لم يشهروا أسلحتهم ويصوبوا طلقاتهم في وجه “إسرائيل” ولا لمرة واحدة.. الأيام أثبتت أن الداعشي والحوثي وجهان لعملة واحدة سُكّت في إيران!
في التاريخ وقف عبدالمطلب أمام أبرهة الحبشي، والأخير في طريقه إلى هدم الكعبة.. فاستغرب أبرهة أن عبدالمطلب طالبه برد الإبل، ولم يكلمه في أمر البيت، فلما سأله، قال عبدالمطلب قولته الشهيرة: “للبيت رب يحميه”، وهذا عبدالمطلب الذي يعبد الأصنام عرف عظمة البيت، فكيف بمن يدّعون الإسلام؟ لا بد أن يعلم الحوثيون وغيرهم أن الكعبة هي بيت الله، وهو الذي يتولى أمرها، ويهيئ لها من يدافع عنها.
المحزن في قضية استهداف الكعبة، أنه في الوقت الذي تتجه فيه صواريخ الحوثي لمكة، كانت قنواتنا مشغولة بقضايا أخرى من مثل التصويت على قضية: هل تؤيد إدخال الموسيقى في المناهج الدراسية؟! فالحرب ساخنة على حدودنا، والآخر يستهدفنا، ويحاول النيل من مقدساتنا، وقنواتنا خارج التغطية، وهنا من حق كل امرئ أن يقول: نريد إعلاماً يواكب الحدث، ويرهب الآخر، ويعكس واقع مجتمعنا، لا إعلاماً يغرد خارج السرب!
وأنا أكتب هذا المقال.. أمامي تغريدة قديمة للمفكر العربي د. عبدالله النفيسي هذا نصها:
“أنقذوا صنعاء من الحوثيين تنقذوا مكة والمدينة”.. التغريدة قبل سنتين من الآن، أي قبل “عاصفة الحزم”، وقبل تطور حالة الحوثيين الذين صارت تصل صواريخهم باتجاه مكة.. أين كان العرب والمسلمون عن تحذيرات مفكريهم؟! الجواب متروك لكم، فمساحة المقال لا تكفي!