تشهد تونس، منذ فجر أمس السبت، هطول كميات كبيرة من الأمطار تحوّلت مع استمرار نزولها كما لو كانت من أفواه القرب، في فيضانات وطوفان في عديد المناطق، وهو ما دعا رئيس الحكومة هشام المشيشي إلى الإسراع بالمناداة إلى عقد اللجان الجهوية للنجدة ومجابهة الكوارث بالولايات (المحافظات) التي شهدت تساقط كميات كبيرة من الأمطار، وذلك بالتنسيق مع الولاة (المحافظين) المعنيين.
ودعا رئيس الحكومة إلى ضرورة بقائها في حالة انعقاد دائم مع الحرص على متابعة الأوضاع بصفة دقيقة والتدخل العاجل والفوري متى استوجبت الحاجة لذلك، كما دعا كافة الوحدات والمصالح المعنية بالنجدة والإنقاذ إلى البقاء في حالة تأهب قصوى للاستجابة الفورية لنداءات المواطنين كلما اقتضت الضرورة.
وجاء في بلاغ لرئاسة الحكومة التونسية، اطلعت عليه “المجتمع”، مساء أمس السبت: إنّه في إطار متابعة الأوضاع في الجهات التي تشهد نزولاً متواصلاً للأمطار، أذن رئيس الحكومة لوزراء الداخلية توفيق شرف الدين، والتجهيز والإسكان كمال الدوخ، والفلاحة والصيد البحري عاقسة البحري، والشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي، والشؤون المحلية مصطفى العروي، بالتوجه الفوري للجهات المتضررة ومعاينة عمل اللجان الجهوية للنجدة ومجابهة الكوارث والقيام باتخاذ الإجراءات اللازمة عند الاقتضاء، وهذه الولايات هي سوسة، والمهدية، والقيروان، والمنستير، وسيدي بوزيد.
انقطاع حركة السير على الطرقات
وقد أدى تهاطل الأمطار الغزيرة إلى قطع الكثير من الطرقات، وجرف الكثير من المسالك الزراعية، وغمرت المياه مساكن آلاف المواطنين.
وقال العميد فؤاد حمدي، من إدارة شرطة المرور، في تصريح لإذاعة “شمس إف إم”: قطع عدد من الطرقات في عدد من الولايات جراء هطول الأمطار بغزارة، وذكر العديد من الطرق التي علتها المياه ولم يعد بإمكان المرور منها سواء بالسيارات أو غيرها في كل من القيروان بعد فيضان واد زرود، وكذلك الحال في المنستير وسوسة والمهدية وسيدي بوزيد، وذكر تفاصيل غير مجدية في هذا المقام.
استمرار التقلبات الجوية
من جهته، أكد المعهد التونسي للرصد الجوي إمكانية تواصل تهاطل الأمطار الرعديّة، اليوم الأحد، بالشمال والوسط والجنوب خاصّة بمحافظات سيدي بوزيد، والقيروان، وصفاقس، وسوسة، والمنستير والمهدية.
وأوضح المعهد أن كميّات الأمطار تتراوح بين 40 و60 مم وتصل إلى 80 مليمتراً مع تساقط البرد وظهور الصواعق بأماكن محدودة، مع إمكانية هبوب رياح قوية أثناء ظهور السحب الرعدية لتتجاوز مؤقتاً 80 كيلومتراً في الساعة.
كما أكد المعهد أن تساقط الأمطار الغزيرة في فترات قصيرة يتسبب في تشكل السيول وفيضان الأودية والمناطق التي عادة ما تشهد تراكماً للمياه، كما تساهم في اضطراب حركة النقل إضافة إلى إمكانية فيضان شبكات الصرف الصحي وانقطاع التيار الكهربائي.
وأعلنت الشركة التونسية للسكك الحديدية أنه سيقع تغيير برمجة بعض قطارات نقل المسافرين، إثر تهاطل كميّات مهمة من الأمطار وارتفاع منسوب المياه على أجزاء من السكك الحديديّة.