كاتب المدونة: محمد بن علي الشعيلي (*)
نحن اليوم في أمسّ الحاجة إلى صون العقول من الأفكار المضللة والتطرف الفكري لدى فئات المجتمع بشكل عام، وعند الشباب على وجه الخصوص، ولا شك بأن أهم فئة من هؤلاء الشباب هم طلاب المدارس والجامعات.
فما الأمن الفكري؟
هناك عدد من التعريفات للأمن الفكري، حيث يعرف تعريفاً مركباً من كلمتي «الأمن»، و«الفكر»، ونحن نختصر تعريف الأمن الفكري بأنه سلامة فكر الإنسان وعقله وفهمه من الانحراف والخروج عن الوسطية، والاعتدال في فهمه للأمور الدينية، والسياسية، وتصوره للكون بما يؤول به إلى الغلو والتنطع، أو إلى الإلحاد والعلمنة الشاملة.
لماذا نحتاج إلى الأمن الفكري لدى الطالب؟
لا شك بأنه في عصرنا هذا عصر الانفجار المعرفي والثورة الرقمية تنتشر العلوم الزائفة والأفكار المضللة والأخبار الكاذبة، ويصبح الطلاب هدفاً للتضليل والانحراف الفكري، وواجب حماية فكر الطلاب وتحصينهم ضد كل ما يضر فكرهم هو أساس من أساسيات العملية التربوية التعليمية.
وبما أن العملية التعليمية تسارعية انتقالية من مرحلة إلى مرحلة بشكل كبير، حيث إنه اليوم في عصر الانفجار المعرفي أصبح إيجاد جدار حماية لطلاب المدارس والجامعات لحماية فكرهم وتحصينهم الفكري ضرورة ملحة من ضروريات الحياة للاستمرار والاستقرار فيها، ولتحقيق الطمأنينة في المجتمع، حتى يتمكن هذا الطالب من المساهمة في بناء الوطن والإنسانية على أكمل وجه، وبما يرضي المشرع والأخلاقيات السوية، وذلك لحفظ وصون النفس البشرية واستقامة سلوك الطالب وإثبات الولاء للدين والوطن.
مسؤولية الأمن الفكري لدى الطالب
إن مسؤولية الأمن الفكري لدى الطالب مسؤولية تكاملية تشاركية في المجتمع كل بدوره، فكل مؤسسات المجتمع معنية بهذا الأمر، ولا شك أن أهم هذه المؤسسات هي المدارس والجامعات، ولا ننسى كذلك دور الأسرة المهم؛ حيث إن للأسرة دوراً كبيراً في تحقيق الأمن الفكري لدى الطالب، وذلك ببناء أساليب التواصل الفكري عند أبنائهم، وتؤدي المدارس والجامعات الدور الأهم في تحقيق الأمن الفكري لدى الطالب بالتعاون والتكاتف ونشر الوعي الديني والفكري وتعزيز المواطنة لدى الطلاب، واستغلال وتسخير طاقاتهم في الأنشطة المختلفة التي تعود عليهم وعلى أوطانهم بالخير والنفع، حتى يبقى المجتمع مجتمعاً متماسكاً متلاحماً مثالاً للتآلف والعطاء يحقق فيه معاني الوحدة الوطنية، ويصبح مجتمعاً متناغماً متلاحماً يحرص فيه الجميع على نبذ كل أنواع الانحراف الفكري.
_______________________
(*) اختصاصي مصادر التعلم- عُمان.