علقت “جارديان” على الخلاف القائم بين إدارة الرئيس دونالد ترمب والقضاء الأمريكي على خلفية رفض محكمة استئناف في مدينة سان فرانسيسكو الدعوى المستعجلة المقدمة من وزارة العدل لإعادة تطبيق حظر السفر الذي فرضه ترمب وعلقه القضاء انتظاراً للفصل فيه بأنه يمكن أن يعجّل بانهيار الاحترام للسلطة القضائية.
ورأت الصحيفة في افتتاحيتها أن الأمة التي تبنى على حقوق الملكية والعقود الواجبة النفاذ تبدو فيها سياسة ترمب وكأنها دعوة لحمل قنبلة يدوية على وشك الانفجار، ووصفت الصحيفة ترمب في “تويتر” بأنه شخصية سياسية خطيرة وغريبة تروج لعبادة الزعيم باستخدام طغيان القومية وسلطة الدولة لخنق المعارضة.
وأشارت الصحيفة إلى بعض المواقف التي قوبلت فيها سياسات بعض الرؤساء السابقين بعقبات أصدرتها المحاكم الفدرالية والغضب الذي كان منهم على المحكمة العليا، لكنها اعتبرت ما فعله ترمب قفزة أكبر من انتقاد قرار ومهاجمة سلطة قاض، وأنه إذا استمر هذا الوضع فإن الولايات المتحدة ستسير بذلك خطوة نحو المجهول، فالمحاكم فيها ند للحكومة، ويمكن للمرء أن يختلف مع صواب حكم ما، لكن الطعن في شرعية المحكمة هو بمثابة الصيد في مياه عميقة خطرة.
احترام المؤسسات
وهناك قلق أوسع نطاقاً، وهو أن تصرفات ترمب ستعجل بانهيار الاحترام للمؤسسات القائمة، وقد سبق أن تعرضت وسائل الإعلام للهجوم والآن المحاكم، ولذلك يجب أن يكون هناك وعي لمدى العمق الذي قد يذهب إليه ترمب في تقسيم الولايات المتحدة لصرف الانتباه عن أخطاء سياساته الخاصة ومدى خطورة الاستياء الذي يثيره.
وختمت الصحيفة بأن هذا الأمر على الرغم من ذلك له إيجابياته، وهو أنه يفتح المجال لمعارضي ترمب لتنظيم صفوفهم وتكثيف الانتقاد لأن سياسته أنتجت موجة جديدة من التضامن، وكل يوم يقضيه في منصبه يزيد الفرقة بين البيض والسود والرجال والنساء والصغار والكبار والمؤسسة العسكرية والساسة والسلطة القضائية والسلطة التنفيذية، وهذا الشعور بالرعب حقيقي ولن يجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى.
وفي السياق، علقت افتتاحية “إندبندنت” بأن ترمب لا يمكنه خرق الدستور الأمريكي رغم عدم احترامه العلني لاستقلال القضاء ورغم التسييس الذي طال هذه السلطة، وقالت الصحيفة: إن تمرد ترمب على السلطة القضائية سيكون اختباراً لنظرية الفصل بين السلطات التي يتعلمها الطلاب في أمريكا وأنحاء العالم كأول درس لهم في شؤون الحكم والسياسة.
واعتبرت أن هذا الاختبار للدستور الأمريكي لن يكون الأخير، وتوقعت أن يكون هناك العديد من الاختبارات التي لا يعرف أحد إمكانية صمود الدستور في وجهها.