كشف مصدر عسكري عبري النقاب عن أن إيران حاولت تعطيل نظام الإنذار بقيادة الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال من خلال شبكة الإنترنت، في الوقت الذي حاولت فيه حركة حماس اختراق أنظمة المعلومات وعمليات قوات الاحتلال بالضفة الغربية.
وزعم رئيس القسم الإلكتروني في جيش الاحتلال العميد نعوم شاعر، المنتهية ولايته، في حديث لصحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، أن “الحادثة وقعت منذ أكثر من عام، وأحبطت من قبل قسم الدفاع الإلكتروني التابع للجيش الإسرائيلي، ويجري الآن كشفها”.
ويعتبر نظام الكشف والتحذير في قيادة الجبهة الداخلية واحدًا من أكثر الأنظمة الحساسة في الواجهة العسكرية والمدنية.
وتطلق الأجهزة الالكترونية إنذارات تحذيرية في حال تعرض الدولة العبرية أو مناطق فيها لهجوم بالصواريخ أو القذائف لتحذير السكان والاحتماء من هذه الصواريخ والقذائف، لكن في حال تعطيلها سيشكل ذلك خطرا على حياة الصهاينة.
وادعى المصدر العسكري أنه تم الكشف عن هذا الهجوم في أعقاب المتابعة لجماعة إيرانية نشطة في عالم الإنترنت، حيث اتضح أن هذه الجماعة تمكنت من اختراق عدة أنظمة في إسرائيل، بما في ذلك نظام الاكتشاف والإنذار.
وأوضح نعوم شاعر أن هذه الجماعة هي واحدة من عشرات المجموعات التي يديرها الإيرانيون كجزء من شبكة الإنترنت التي يديرها الحرس الثوري بميزانية سنوية تقدر بأكثر من مليار دولار.
وقال: إن إيران تشن هجمات إلكترونية لا هوادة فيها ضد “إسرائيل”، وتستهدف البنى التحتية والمواقع العسكرية، مشيرا إلى أنه تم إحباط 130 هجوما إلكترونيا في العام الماضي، تتحمل إيران المسؤولية عن معظمها.
وأضاف شاعر أننا نرى نشاطًا إيرانيًا ثابتًا موجَّهًا إلى “الفضاء الإسرائيلي، ونعمل بطرق وأساليب متنوعة لمنع الضرر علينا”.
وكشف عن أن الهجوم المهم الآخر الذي تم إحباطه من قبل “قسم الدفاع الإلكتروني”، كان في الضفة الغربية، ووقفت وراءه حركة حماس التي أظهرت أنها تملك إمكانيات مهمة في هذا المجال، وكان بإمكان المهاجمين جمع معلومات أو إعاقة منع هجمات ضد أهداف عبرية، ومراقبة عمليات الجيش وإلحاق الضرر بالجنود.
ويقدر شاعر أن عدد الهجمات سيزداد بشكل كبير في السنوات القليلة المقبلة؛ بسبب تنامي استثمارات الدول والمنظمات في الحرب السيبرانية، وأيضاً بسبب اعتماد جيش الاحتلال المتنامي والمتزايد على الأنظمة المتقدمة القائمة على التكنولوجيا، بما في ذلك الأسلحة.
ويعترف شاعر -الذي نشأ في الوحدة 8200 (المسؤولة عن قيادة الحرب الإلكترونية في الجيش الإسرائيلي)- أنه من المستحيل الوصول إلى إغلاق محكم ولا توجد وجهة لا يمكن اختراقه.
وأعرب عن اعتقاده أنه في “الحرب القادمة سيكون هناك “عدد غير قليل من المفاجآت، وسيحاول العدو تعطيل نشاط جيش الاحتلال عن طريق هجمات سيبرانية كبيرة، بما في ذلك محاولات تحديد أماكن أسلحتنا والحد من إمكانياتها أو تعطيلها”.