اتسمت تغطية الصحافة الأجنبية بشأن انسحاب القوات الأمريكية من العراق بالتباين الشديد حيث يبدو التضارب سيد الموقف.
وكان البرلمان العراقي قد صوت لصالح طرد القوات الأمريكية من الدولة الآسيوية في أعقاب تنفيذ الولايات المتحدة ضربة أحادية بطائرة مسيرة لاغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني.
لكن ترامب لوح بفرض عقوبات على العراق على خلفية هذا التصويت.
وقالت صحيفة الجارديان مثلا في تقرير لها اليوم الإثنين إن مسؤولي العراق تراجعوا بعد تهديدات ترامب.
وأضافت أن المتحدث العسكري باسم القائم بمهام رئيس الوزراء العراقي عادل عبدول مهدي ذكر أن أي انسحاب أمريكي سوف يرتبط فقط بقوات قتالية ولن يمس الدعم التدريبي واللوجستي الذي تقدمه الولايات المتحدة للجيش العراقي.
ورأت الصحيفة أن الإشارات العراقية المتضاربة واللهجة التي يتحدث بها ترامب تشير إلى أن أن التوتر المحيط بعملية قتل سليماني ما يزال مستمرا وسط تهديدات متبادلة بين طهران وواشنطن.
وهدد ترامب بفرض عقوبات قاسية على العراق أشد وطأة من تلك التي تنفذها الولايات المتحدة ضد إيران.
ولفتت إلى أن تهديدات ترامب أدت إلى إسراع بعض البرلمانيين العراقيين بالحث على تخفيف اللهجة.
ونقلت عن برلماني عراقي قوله إن خطوة انسحاب القوات الأمريكية تمثل مخاطرة وتنذر بإمكانية عودة داعش لافتا إلى حاجة بغداد إلى الدعم الجوي للولايات المتحدة بشكل خاص.
وبالمقابل، ذكرت وكالة أنباء “فرانس برس” أن الجيش الأمريكي أبلغ العراق، اليوم الاثنين، باتخاذ إجراءات الخروج من البلاد.
ونشرت فرانس برس رسالة من العميد الآمر لقوات مهام العراق ويليام سيلي، إلى قيادة العمليات المشتركة في بغداد قال فيها: “احتراما لسيادة العراق وحسب ما طلب البرلمان العراقي ورئيس الوزراء، ستقوم قيادة قوة المهام المشتركة عملية العزم الصلب بإعادة تمركز القوات خلال الأيام والأسابيع القادمة”.
وأضافت الرسالة “من أجل تنفيذ هذه المهمة يتوجب على قوات التحالف اتخاذ إجراءات معينة لضمان الخروج من العراق بشكل آمن”.
كما نقلت النسخة العربية لقناة روسيا اليوم عن مصدر في بغداد قوله إن الجيش الأمريكي أبلغ السلطات العراقية باتخاذه إجراءات للانسحاب من البلاد وعرضت كذلك نسخة من الرسالة المذكورة.
لكن وكالة أنباء رويترز نقلت عن متحدث باسم البنتاجون قوله: “لا يمكن على الفور تأكيد صحة رسالة تفيد باعتزام التحالف بقيادة أمريكا الانسحاب من العراق”.