تحت عنوان ” في خضم المواجهة الخطيرة، يجب سماع أصوات العراقيين”.. سلط الكاتب العراقي الضوء على تداعيات مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني على الأوضاع في العراق، وعلى مطالب المتظاهرين الذين يحظون بدعم مختلف أطياف المجتمع في السعي لاستعادة الاستقلال.
وقال الكاتب أحمد السعداوي في مقال نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية، إن الخوف يسيطر على العراقيين بشكل كبير منذ فجر 3 يناير الجاري، وتحديدا عقب اغتيال أمريكا لسليماني، حيث عاد نفس الخوف الذي سيطر على العراقيين ليلة إعلان الحرب عام 2003، ويوم اعتقال صدام حسين، ويوم إعدامه، للأذهان من جديد.
وتابع، عقب اغتيال سليماني، تكهن البعض بأن الرجل كان عائدا للمنطقة الخضراء ببغداد لزيادة الضغط على البرلمان والرئيس للموافقة على رئيس وزراء جديد يكون مؤيد لإيران، خلفا لعبد المهدي الذي اتهمه المحتجون بأنه بيدق إيراني.
ويتداول العراقيون فيما بينهم بعض الجمل التي تثير السخرية من بينها: “القصف الأمريكي ليس هجومًا على السيادة العراقية، بل على الإيرانية، للأسف، لا توجد سيادة عراقية، ومنذ بدء العمليات لتحرير المناطق الخاضعة لسيطرة داعش في 2014، كان سرًا مفتوحًا أن المشهد السياسي العراقي تم القبض عليه بالكامل من قبل إيران.
ومع القبول الضمني للأمريكيين، ومثلما أصبح الإيرانيون يعاملون العراق على أنه مجرد محمية، وكذلك واشنطن يعامل العراق كأرض يمكن أن يفعل فيها ما يحلو له، من استهداف المستودعات، وضرب ميليشيا حزب الله العراقية في مدينة القائم على الحدود العراقية السورية، حتى الضربات الجوية الأخيرة.
وبحسب الكاتب، كانت جميع الأعمال أحادية الجانب لم يتم تنسيقها مع السلطات العراقية، ولم تكن الحكومة العراقية على علم بها إلا قبل ساعات أو حتى بعد ذلك، وساعد هذا الانتهاك المستمر للسيادة على دفع قرار البرلمان العراقي الأحد، وأمر جميع القوات الأجنبية بالخروج من البلاد.
وأوضح الكاتب، بعد الهجوم، أصدر المتظاهرون في بغداد ومدن أخرى أقوال أدانت فيها اغتيال الولايات المتحدة للسليماني وتمنىوا الشهداء “الذين كان لهم دور في قتال داعش”.
تكشف التصريحات عن معارضة المحتجين للأفعال الأمريكية في العراق، لكنهم يشيرون أيضًا إلى الحذر فيما يتعلق برد فعل الفصائل المسلحة الموالية لإيران، فهذه جماعات تتهم أصلاً حركات الاحتجاج بأنها تسيطر عليها السفارة الأمريكية.
على عكس رد الفعل الكئيب والحزين في إيران، يبدو أن بعض سكان العراق من الشيعة لا يشعرون بالضيق من جراء مقتل سليمان والمهندس، وبعد كل شيء، كان هذان الرجلان المسؤولان عن القمع الوحشي للمظاهرات منذ بدأت في أكتوبر.
عندما خرج هؤلاء الأشخاص إلى الشوارع في سبتمبر الماضي، ردت حكومة عبد المهدي بخراطيم المياه، لقد أزالت الأسواق المؤقتة التي تعتمد عليها الأحياء الشيعية الفقيرة، وأثار هذا الغضب على نطاق واسع وساعد على دفع مئات الآلاف من الشباب إلى الشوارع.
لم يكن ذلك بتحريض من الولايات المتحدة أو غيرها ولكن بسبب تصرفات الحكومة؛ وبدلاً من أن تأخذ الحكومة هذه الاحتجاجات على محمل الجد، نظرت إليها باعتبارها مؤامرة أمريكية إسرائيلية- خليجية ضد العراق وإيران، وأطلقت العنان للميليشيات لسحقهم.
كانت القمع العنيف الذي قامت به الحكومة والفصائل المسلحة للمتظاهرين العراقيين لحظة فاصلة عزلت تمامًا الطبقة السياسية عن المجتمع، ويحظى المتظاهرون الذين واصلوا مظاهراتهم بدعم واسع من مختلف الطوائف، وإجراء مكالماتهم على وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام علامة التصنيف التي تعني: “نريد دولة”.
واختتمت الكاتب مقاله بالقول:” المعركة بالوكالة المستمرة بين الأمريكيين والإيرانيين، والحكومة العراقية إن المتظاهرين هم الذين يمثلون الإرادة الحقيقية للبلاد ، وهي الرغبة في استعادة استقلال العراق وتحريره من خاطفيه الإيرانيين والأمريكيين.